201 |
. مستقبل الصحافة العربية 5 يرتبط مستقبل الصحافة العربية بجنوب السودان بعاملين مهمين، هما: حجم الإمكانات المادية والبشرية المتاحة، ومستقبل اللغة العربية. ونتيجة لضعف الإمكانات وتدهور الأوضاع المحيطة، لم تســتطع الصحف مواصلة التطور بشــكل طبيعي لتصل إلى مســتوى المؤسسات الصحفية الراســخة خلال السنوات المنصرمة، بل فشل العديد منهــا فــي توفير الحد الأدنى من متطلبات العمــل لقلّة الموارد والمداخيل، وهو ما اضطر أغلبها للتوقف عن الصدور. أما واقع الاســتثمار في صناعة الصحافة فتحيط به العديد من المشــكلات، فهناك عزوف المســتثمرين عن الانخراط في صناعة الصحافة بســبب الخوف من الخسارة وعدم تحقيق الأرباح، والجهل بأهمية الصحافة، ومن جانب آخر لا توجد استجابة أو رؤية واضحة من قِبَل الجهات الحكومية لدعم هذا القطاع والمساهمة في تطويره، خاصة عن طريق توفير تسهيلات بنكية وقروض للصحف بغية تقوية إمكاناتها المالية ومساعدتها في الاستمرارية. ويعلق نائب رئيس تحرير صحيفة الموقف، أنطوني جوزيف، على واقع الاستثمار في انطلق الاستثمار في مجال الصحافة في " صناعة الصحافة في جنوب السودان قائ ً: جنوب السودان من أناس لهم خلفية عن المهنة إلا أن أغلبهم لم يكونوا من أصحاب رؤوس المــال، وهــذا ما أدى في كثير من الأحيان إلى تأثر الكثير من الصحف، في وقت نأت الحكومة بنفسها عن دعم الصحافة التي تعتبرها المهدد الأول لمصالحها . وعزا أنطوني جوزيف عزوف رجال الأعمال الحقيقيين عن الاستثمار " واستقرارها في هذا الصناعة لثلاثة أســباب، أو ً: لتقاطع مصالحهم مع الحكومة التي تمنحهم قروضًا وعطاءات بطرق ملتوية، ثانيًا: معظم رجال الأعمال البارزين في الســاحة لم ينالوا قسطًا وافرًا من التعليم يجعلهم يقدّرون أهمية الصحافة وتأثيرها. ثالثًا: معظم ، في مجالات بعينها 2011 المســتثمرين يركزون أعمالهم، منذ اســتقلال البلاد عام .) 27 مثل: قطاع الفندقة وشركات التأمين واستيراد السيارات والعقارات( وفي مســألة اللغة العربية، تبدو الصورة أكثر ضبابية على المديين المتوسط والبعيد، فرغــم أن دولة الســودان كانت تســتخدم اللغتين العربيــة والإنجليزية لأداء أعمال الحكومة القومية، وفي المؤسسات الجامعية، في الفترة ما بعد اتفاقية السلام الشامل، ، التي دعت إلى عدم التعصّب ضد استخدام أي لغة منهما في أي مستوى من 2005
Made with FlippingBook Online newsletter