| 216
الدول. وانضاف إلى هذا التهديد التقليدي، أُفُق مسار تحوّلٍ سياسيّ جديد مع حلول الذي نظرت إليه بعض الدول الخليجية بريبة، فقادت " الربيع العربي " ، وتباشير 2011 ، في مماثلة تستلهم الذاكرة الأوروبية " حلفًا مقدسًا " على إثر ذلك ما أسماه الكاتب ، لقمع أي حركات 1815 للحلف المقدس الذي جمع روسيا وبروسيا والنمسا، عام ثورية في القارة العجوز. ، والذي يراه هدية مزدوجة 2003 بالنسبة لإيران، ينطلق الباحث من غزو العراق، عام لطهران بتخليصها من صدام حسين عدوها اللدود وبمنحها السلطة لأنصارها الشيعة. ، 2014 ، وضعت طهران قَدَمَها في ســوريا دعمًا لنظام بشــار الأسد، وفي 2011 وفي ، مدّت يدها إلى قطر في 2017 قدّمــت الدعم للحوثيين في مواجهــة الحرب، وفي مواجهة الحصار. توقف الكاتب بوشــارد عند هذه المحطات لتجســيد الحركية الاستراتيجية والنشطة لإيران دفاعًا عن مواقعها أو منع قوى منافســة من ربح أوراق تفاوضية، لكنه يعود إلــى القول: إن النفوذ الإيراني يبقى محدودًا بســبب محدوديــة الإمكانيات المالية والعســكرية للاضطلاع بهذه الطموحات الإقليمية، خصوصًا أنها تزاحم قوى دولية على غرار روسيا في سوريا وأميركا وإسرائيل. وتُشكّل تركيا الضلع الآخر لهذا الثالوث التنافسي في المنطقة، وقد وجدت في ربيع فرصة لتوســيع مجال حضورها الإقليمي، فأصبحت القاعدة الخلفية للجيش 2011 الســوري الحر، ودشّــنت سياســات قُرْب من مصر في عهد الرئيس الراحل، محمد مرسي، وتونس مع النهضة، ودعمت الحكومة الشرعية في ليبيا ضد اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، وتتعاون على نحو وثيق مع قطر. ويرى الكاتب في ذلك عنوان سياسة لزعامة العالم السّنّي، وترويج نموذجها للإسلام السياسي الذي يناهض نماذج أخرى في المنطقة. رغم ذلك، فإن نهجها يبقى محدود النتائج، خصوصًا في العالم العربي؛ حيث الذاكرة العثمانية ليست إرثًا مستساغًا لدى نخب تخشى من موجة إمبراطورية عثمانية جديدة. وفي رصد تطورات المشهد والتفاعلات الاستراتيجية سواء داخل الإقليم أو خارجه، لا يمكن القفز على اللحظة النفطية التي تصنع عامل اســتقطاب مزمن في المنطقة؛ ، يوجز ماثيو أوزانو " دور نفــط الخليج في النظــام الدولي منذ الخمســينات " فعــن ) أهم المنعطفات في مســار بؤرة رئيســة للتنافس الإقليمي Matthieu Auzanneau (
Made with FlippingBook Online newsletter