العدد 9 - فبراير/شباط 2021

217 |

. ويتعلق الأمر بتدشــين مرحلة إنزال " النفط مقابل الأمن " والدولي، منذ إبرام ميثاق استراتيجي للقوى الغربية، وخصوصًا أميركا، من أجل السيطرة على الذهب الأسود . " الأخوات السبع " وإرساء هيمنة شركاتها ويــرى الكاتب أوزانو، المتخصص في اقتصــاد النفط والانتقال الطاقي، أن الصدمة النفطية وعمليات التأميم لم تُشــكّل تغييرًا جذريّا في مشــهد الهيمنة الغربية. فحتى توجّهت نحو تغذية الصناعات والبنوك 1973 تدفقات البترودولار الناجمة عن طفرة 1974 الغربيــة أحيانًا مــن خلال اتفاقات ظلت تفاصيلها ســرية على غــرار اتفاق بواشنطن. ويلاحظ أوزانو أن الهاجس النفطي لم يكن بعيدًا عن السياسات الإقليمية . لقد بدت بعض 2011 والدولية تجاه الساحة السورية منذ اندلاع الحرب الأهلية في الدول قلقة من تطلع دمشق وطهران وبغداد إلى بناء أنبوب لنقل الغاز نحو الفضاء من روسيا. وفي المقابل، ليس التدخل الأميركي لاستعادة " يقظة " المتوسطي، بمباركة ببعيد عن الثروات 2017 و 2016 بين " الدولة الإســ مية " مدينة الموصل من تنظيم التــي يزخر بها الإقليم. وباســتثناء ذلك، فإن الفراغ الــذي خلّفته أميركا في العراق اجتذب شركات النفط الروسية والصينية، التي تتجه لتصبح رقمًا صعبًا في المعادلة الدولية للقوة والريادة. القوى في الشرق الأوسط: " وبرؤية أوسع للحركة في رقعة الشطرنج، وتحت عنوان )، أستاذ Frédéric Charillon ، يُحلّل فريديريك شــاريون ( " لعبة كبرى جديدة خطرة العلاقات الدولية والعلوم السياسية في كلية العلوم السياسية بباريس، ومؤلّف كتاب ، تفاعلات اللاعبين الكبار التي أعقبت المسار " شــمال إفريقيا والشــرق الأوســط " المفاجئ للانســحاب الأميركي والأوروبي (ولو النســبي) من المشــهد بعد الإنزال . هذا الانسحاب لا يخص الغرب 1991 - 1990 العسكري الذي رافق عاصفة الصحراء فقط، بل الدبلوماســيات العربية أيضًا التي انمحى وزنها أمام أجندة القوى الإقليمية غير العربية (إسرائيل، تركيا، إيران)، وهو فراغ نفوذ في منطقة تكره الفراغ. ويرى الباحث شاريون أن الربيع العربي، رغم إحباطاته، أطاح برؤساء تابعين للغرب من قبيل زين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر. وجاءت الأزمة الســورية لتكرس الانمحاء الغربي الذي تعزّز في عهد دونالد ترامب بعد إعلان نيته الانسحاب من العراق. وتكتسي الصورة التي التقطها قادة إيران وتركيا وروسيا، في ، دلالة رمزية على التّحكّم في دفة المفاوضات حول مســتقبل 2017 أســتانة، عــام

Made with FlippingBook Online newsletter