العدد 9 - فبراير/شباط 2021

| 218

سوريا وترتيبات المنطقة ذات الصلة بها؛ حيث تمدّ إيران مجال نفوذها من أفغانستان حتى المتوسط (عبر العراق وسوريا ولبنان) مع توابع في اليمن والبحرين. وتستفيد إســرائيل من تقارب أنظمة خليجية في مواجهة طهران، ومن دعم أميركي أكثر قوة، أما تركيا فتتدخل عســكريّا في ســوريا وتُلقِي بثقلها في ليبيا ضد خليفة حفتر، وفي شمال العراق. إن هذا الفراغ الاستراتيجي الذي شجع بروز قوى إقليمية مُتَوَثّبَة للزعامة لا ينفصل عن مســار في السياسة الخارجية الأميركية لَخّصَه عنوان مساهمة الصحافي، سيلفان " لوكوريي إنترناسيونال " و " لوموند " )، الذي عَمِل بصحيفة Sylvain Cypel ســيبيل ( المحافظون الجدد في أميركا: تحلّل " ، " أوريون " ويشــارك آلان غريش تحرير موقع . وينطلق الكاتب، الذي نشــأ في إســرائيل وانتمى لســنوات إلى حزب " أيديولوجي يســاري متطرف وظل مناهضًا للصهيونية، من أن توقيع واشنطن وحركة طالبان، في في المئة من جنودها من أفغانستان 40 ، لاتفاق يقضي بســحب 2020 فبراير/شــباط ، يطوي صفحة أيديولوجية في التاريخ 2021 قبل الانســحاب التام في أبريل/نيســان ســبتمبر/ 11 الأميركي؛ ذلك أن اجتياح أفغانســتان لم يكن مجرد ردّ على هجمات " قرن أميركي جديد " أيلول بل تطبيقًا لرؤية المحافظين الجدد المتطلعين إلى صناعة تفرض فيه واشــنطن هيمنتها الكاســحة. ويرى هؤلاء في الشــرق الأوســط منطلقًا للتهديــدات التي تواجه أميركا، وفي مقدمتها الجهادية الراديكالية. لقد أرادوا اعتماد سياســة تَدَخّلِيّة، أحادية إِنْ لزم الأمر، تُشــكّل النظام العالمي، ولا تدع مجاً لتمدد قوى جديدة من قبيل الصين. لذلك بدا الشــرق الأوســط حقل تجريب لهذه الرؤية الشرســة التي وجدت في إيران خصمها الإقليمي الرئيسي. وحيث حدّدت واشنطن العــراق مجــاً للوقوف في مواجهة القوة الإيرانية، فــإن العكس هو الذي حصل؛ إذ أتــاح الوجود الأميركــي مجاً خصبًا لغرس النفوذ الإيراني في العراق. أكثر من ذلك، سمح انهيار سلطة الدولة بانبثاق تهديد تنظيم الدولة الذي استنزف الكثير من المقدرات الأميركية. . رهانات الزعامة والتموقع في حركة اللاعبين 2 ،) Karim Emile Bitar فــي المحــور الثاني، يتناول الكاتــب، كريم إيميل بيطــار ( تعايش الدول النفطية الغنية مع " المشــهد الاقتصادي شرق الأوسطي الذي يَسِــمُه بـ

Made with FlippingBook Online newsletter