العدد 9 - فبراير/شباط 2021

227 |

الأسوأ من نوعه " ترامب رئاسة الولايات المتحدة، وهو الذي كان وصف الاتفاق بـ . كان مطمح ترامب تركيع إيران بالعقوبات الاقتصادية " الذي تُبْرِمُه أميركا في تاريخها مفضّلة الإبقاء على " الصبر الاســتراتيجي " وعزلها أكثر، لكن طهران تبنّت سياســة حــدود دنيــا للتعاون تحت مظلة الاتفاق، وبالتالــي الحيلولة دون ارتماء أوروبا في أحضان واشنطن. ويضع الكاتب انتخابات الرئاسة الأميركية سقفًا لسيناريوهاته، من منطلــق أن الأوضــاع الجديدة توفر فرصًا أفضل لنــزع فتيل الأزمات. لعل ذلك قد يصدقه انتخاب جون بايدن رئيسًا للولايات المتحدة. خاتمة كمــا يبــدو جليّا، فإن تصميم المحــاور الثلاثة التي انتظمت فيها الدراســات يبقى إجرائيّا فقط، بالنظر إلى تشــتت العناصر والطابــع المركّب للمجال المدروس، من حيــث تعدّد الفاعلين فيه من الداخل والخارج، وتشــعّب العلاقات العابرة للمجال من كل الاتجاهات، ســواء من داخل الجغرافيات القومية، أو عبر البلدان المشــكّلة للإقليم أو في ســياق التفاعل مع حركات اللاعبين الكبار من خارج الإقليم. ولعل ذلك ما يُفسّر تكرار مقاربة بعض الملفات الطاغية من محور لآخر على غرار الدور التركي والملف الإيراني والتنافس الإيراني-السعودي... وفضــً عن ذلك، ينطوي الكتاب، شــأن الكثير مــن الكتب الجماعية، على تفاوت واضح في القيمة العلمية والعمق التحليلي للدراسات التي لا يتجاوز بعضها مستوى مقالات عامة، أو أوراق كرونولوجية وصفية. والواقع أن المسألة ترتبط أيضًا بسؤال تلقــي الكتاب الذي يبدو متأرجحًا بين دراســات جزئية تفصيلية أقرب إلى مخاطبة قــارئ متخصص وأخــرى ذات طابع بيداغوجي تحاول تقريب قارئ عام من قضايا منطقة ساخنة في العالم. كما أن الاستعانة بكتّاب ينحدرون من الشرق الأوسط في المساهمة بمقالات حول بلدانهم، بقدر ما تبررها الرغبة في تحليلات تكتسي طابع القرب والمعرفة المتفاعلة مع واقعها، بقدر ما قد تأخذ القارئ إلى مسارات تتدخل فيها ذاتية هذا الكاتب أو ذاك، خصوصًا بالنســبة لتحليل أوضاع مجتمعات متعددة الطوائف أو الديانات؛ مما يكون فيه الباحث مائً إلى الفئة التي ينحدر منها. ولعل هذه النقطة كانت بارزة بصدد تحليل موقع المســيحيين من التقلبات الاســتراتيجية والتهديــد الذي يواجهونه كجزء من النســيج الاجتماعــي؛ حيث انطلق الكاتب من

Made with FlippingBook Online newsletter