35 |
وفرض النظام سيطرته الرسمية وغير الرسمية على وسائل الإعلام المملوكة للقطاع الخاص، مما اضطر هذه الوسائل إلى التعبير عن خطّ موالٍ للنظام وممارسة الرقابة الذاتية. وفُرضِت قيود مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما اعتقلت السلطات عددًا من النشطاء بسبب الآراء المنشورة على حساباتهم في تويتر أو فيسبوك. وتوسّع نطاق القمع الذي تمارسه الشرطة، وأثّر في صورة النظام وشرعيته المحلية، وأدى إلى توتير العلاقات مع نقابات المحامين والأطباء والصحفيين الذين ســاندوه عندمــا تولّى الســلطة. وقوبلت حملــة القمع هذه بانتقادات مــن دول غربية ترتبط بعلاقــات اســتراتيجية مع النظام، وكذلك من عديد المنظمــات الدولية -الحكومية وغير الحكومية- لحقوق الإنسان. وفشل النظام في بلورة قنوات ذات طابع مُؤَسّسي للوساطة، وتمثيل مصالح الفئات الاجتماعية التي يسعى إلى الحفاظ على تأييدها، فلم يتم تأسيس أي حزب سياسي حاكــم علــى غرار الأحزاب التي كانت موجودة عندما كان جمال عبد الناصر وأنور الســادات وحســني مبارك يتولّون رئاســة للبلاد. وهذا النهج من شأنه أن يؤدي إلى توطيد دعائم الحكم السلطوي، ويعزّز من حالة عدم الاستقرار. كما سيُصعّب على النظــام الحفــاظ على الدعم الذي يتمتع به داخليّا وإقليميّا ودوليّا، وســتكون قدرته مســتحيلة على توطيد ســلطته والعودة إلى الوضع الذي كان سائدًا في عهد مبارك، .) 32 حين كان الحكم السلطوي أكثر مؤسسية ومرونة( وتوسعت السلطة في استخدام أدوات القمع المباشر وأدواتها القانونية لإغلاق الفضاء العام والسيطرة على الفاعلين المشاركين، واستعادت ماضي الحصار الأمني للنقابات المهنيــة وللحركات الطلابية والعمالية، وتكررت مشــاهد التفخيخ الأمني للنقابات المهنيــة التي تعارض مجالسُ إداراتها المنتخبة السياســاتِ الرســمية، والصراعات المصطنعــة بين المجالس المنتخبة وأعضاء في النقابات عُرِف عنهم التبعية للأجهزة الأمنية والاســتخباراتية، والأطواق الشــرطية المحيطة بمقرات النقابات وبالمصانع التي تحدث بها مظاهرات أو اعتصامات أو إضرابات، والإحالة الســريعة للنشــطاء .) 33 والمتظاهرين إلى القضاء المدني أو العسكري( ثانيًا: الانتهاك الممنهج للحقوق والحريات تحولات عديدة يمكن 2013 يوليو/تمــوز 3 شــهد الملــف الحقوقي في مصر بعد اعتبارها كارثية، وكانت بدايتها عمليات أمنية كثيرة راح ضحيتها آلاف القتلى. وهنا
Made with FlippingBook Online newsletter