65 |
التخويفي، فكثيرًا ما تلجأ هذه الوسائل إلى بث الريبة والشك في الجمهور من أجل الربح، أو تحقيق عوائد مرتبطة بدوائر سياســية معينة، فيتوسّــلون بكلمات الخوف، مثــل: نظــام بغداد، نظام كوبا، بدل نظام باريس، نظام أميركا، وهذا ما يثير مشــاعر الخوف والتشــنج من جماعات بعينها دون أخرى كما هو الشــأن بالنســبة للإسلام ). فتصبح بلدان إسلامية -مثل العراق والسودان وأفغانستان- إرهابية 28 والمسلمين( يتوجّبُ الحذر منها، وكلما ظهرت في التقارير الإعلامية ترد بهذا المسمّى. إن لعبة الخوف أو التخويف من الإســ م والمسلمين (الإسلاموفوبيا) يقف وراءها الإعلام الغربي بالتحالف مع السياسيين، وهذان الفاعلان لهما أساليبهما في صناعة الخوف ونشــره عبــر الجماهير، حيث يبثّــان الخوف عبر عرض حــالات معزولة وتحويلها إلى سلوكيات أو أفعال اجتماعية عامة، والتلاعب بالإحصائيات، وتحريف معاني الكلمات، وعدم الترابط بين الأســباب والأحداث، وتبســيط الوقائع المعقدة، ). ويحصل ذلك 29 ونَمْذَجَة الأقليات، وهي بعض التقنيات التي يلجأ إليها الإعلام( فعلا مع الإسلام والمسلمين بالتركيز على بعض الوقائع الجرمية المنسوبة إلى بعض المسلمين بغض النظر عن اتجاهاتهم وأفكارهم، فيتم تعميمها على جميع المسلمين، وربطها بالدين الإسلامي كأصل ومصدر للعنف والترهيب. زيادة على ما أسلفنا، فإن خطاب الإسلاموفوبيا الذي تستخدمه وسائل الإعلام الغربية مُشْــبَع بالصور النمطية والأحكام والمسبقة، ويســتخدم أسلوب التكرار، والمبالغة، ). وهذا دليل على أن خطاب 30 والمجــاز، والتوبيخ، والضحية، والفرضيات المثبتة( شَيْطَنَة الإسلام والمسلمين لأجل زرع الخوف من هذا الدين ومعتنقيه، غيرُ مُؤَسّس، وبعيدٌ عن الحقيقة والواقع، وأن هذا الهلع مرجعه صور التهويل الإعلامي، وتقديم الحقائــق المبتــورة، والإلحاح على أن الإســ م دين حرب ودم، ومعادٍ للإنســانية وقيمها. وقد أســهمت المخابر السياسية والمنصات الإعلامية الغربية بقسط كبير في صناعة الخوف منه وفق استراتيجية واضحة ومدروسة. - الإسلام والمسلمون في أجندة الإعلام الفرنسي لم يشذ الإعلام الفرنسي عن باقي وسائل الإعلام الغربية فيما يتعلّق بصناعة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين، وقد سار على ذلك لزمن ليس بالقليل. ولم تشفع لهذه الوسائل القيمُ التي أُسّسَت عليها الجمهورية الفرنسية -وهي الحرية والمساواة
Made with FlippingBook Online newsletter