العدد 9 - فبراير/شباط 2021

| 88

مواد صحفية، معللة ذلك بضعف اندماج المســلمين في المجتمع 7 المســلمين في مواد صحفية، وهو التوجّه الذي تحبذه الصحيفة اليمينية من خلال 6 الفرنســي في بالتركيز على الإسلام المعتدل والدفاع عن عدم " لوموند " مقالاتها، في مقابل اهتمام الانزلاق نحو الإسلام الراديكالي من خلال تناولها لتصريحات عميد مسجد باريس. ويمكننا تفســير مظاهر وأســباب العداء للإسلام والمســلمين في فرنسا بعدم وجود إعلام في البلاد يُعبّر عن القيم الحقيقية للإسلام، في مقابل أحداث وممارسات تسيء لصورة المسلم وللإسلام بشكل عام، وتغذيتها بخطاب مشبع بالكراهية، وتنامي حالة الهلع والتوجس غير المنطقي من الإسلام والمسلمين. سياســيّا، يعود هذا العــداء إلى صعود اليمين المتطرف في فرنســا، وخاصة حزب التجمع الوطني (الجبهة الوطنية ســابقًا) المعروف بمعاداته للإســ م، والذي يرفع شعار الجمهورية والعلمانية، ومحاولة تغليب مصلحة وحدة الفرنسيين وتوفير الأمان لهم بعيدًا عن العنف والإرهاب، وهو ما يعكس مظاهر الاعتداء على المسلمين في فرنسا، والتضييق عليهم. ويمكن قراءة أسباب العداء للمسلمين -من خلال خطابات الإعلام الفرنسي- بأنها ، خاصة عقب هجوم " خطرًا في المجتمع " نابعة من نظرة الفرنسيين للمسلم الذي يمثّل التي تنشر رسومات مسيئة " شارلي إيبدو " على الصحيفة الفرنسية الساخرة 2015 العام شخصًا، ثم سلسلة تفجيرات باريس في نفس العام، وما 12 للإسلام، حيث قتل فيه أعقبها من شحن إعلامي خلق عدوّا اسمه الإسلام. كما تعكس الخطابات المنشــورة خلال فترة الدراســة الصورةَ المشوّهة ضد المسلم الذي يكره القيم الغربية، وتخويف الرأي العام الفرنسي من الإسلام، مثلما جاء في أكتوبر/تشــرين 16 الخطــاب الإعلامــي للصحيفتين؛ إذ مثّل مقتل المعلم باتي يوم . " عملا بربريّا مروعًا ارتكب من قبل رجل باسم دين " ، 2020 الأول وقد ترجع أســباب هذا العداء إلى الأحكام المســبقة عن الإســ م دون فهمه، وهو ما ينمّ عن جهل القائم بالاتصال بالقيم الإسلامية، مما يدفع نحو استخدام عبارات تجريــحٍ ونعوت قبيحة في المضامين والمخرجات الإعلامية، تؤدي إلى تعميم تلك الصورة المسيئة للمسلمين والسوداوية على الدين الإسلامي.

Made with FlippingBook Online newsletter