107 |
والجهــات الفاعلة غير الحكومية، وتلك المتعلقة بالدول الإقليمية والبيئة الإقليمية، واستراتيجيات الجهات الفاعلة من خارج العراق. - بالنسبة إلى الجماهير والجهات الفاعلة غير الحكومية، فيعني كيفية تحديد الجماهير ذاتيّا لانتماءاتها، ولاسيما قوة الهوية القومية أو الدينية أو الطائفية بالمقارنة مع الهوية الوطنيــة، والتي تعتبر الطريقة الرئيســية التي يُحدّد مــن خللها الأفراد انتماءهم في مجتمع معين. وفي هذه الحالة، سيشــعر الأكراد والمسيحيون والصابئة والأيزيديون وبقية الأقليات العراقية بصلة مع مواطنيهم العراقيين بغضّ النظر عن مرجعيتهم الدينية أو القومية وما سواها. - الدافع الثاني هو الجهات الفاعلة غير الحكومية، مثل: منظمات المجتمع المدني، والميليشــيات، التي يمكنها تحريك الصراع الدينــي والطائفي أو القومي أو إخماده وفق سلوكها، تمامًا مثل علماء الدين وبعض الزعامات السياسية. فمنظمات المجتمع المدني تستطيع بناء الجسور بين مكونات الشعب العراقي من خلل تنظيم التظاهرات أو حملت التوعية والدعم ضد الانقســامات التي تســتهدفها الأعمال الإرهابية ضد الأقليات كتفجير الكنائس والمســاجد أو قتل المدنيين أو تغييبهم قسريّا. وبالعكس، قد تلعب الجهات الفاعلة غير الحكومية دور المخرّب وتُعطّل المبادرات الحكومية والمجتمعية للحد من التجاوزات بحق الأقليات، كقيام الميليشيات بعمليات انتقامية ضد مناطق سُنّية على أساس طائفي أو رفع شعارات مستفزة ضد الأكراد والتركمان وسواهم، بما يؤدي إلى استمرار دورات العنف في البلد. - الدافع الثالث ويمثل الجهات الفاعلة من خارج العراق وتوجه سياساتها الإقليمية، وهــذه الجهات، كما ذُكِر ســالفًا إما تعكس صراعاتهــا وحروبها بالإنابة على أرض العراق أو إلى فرض نفوذها عبر بوابة اللعب على سياســة الهوية من خلل دعمها لجماعة معينة سواء كانت ذات صبغة دينية أو طائفية أو قومية وتشجيعها على التمرد والعصيان أو من خلل الضغط على الحكومة أو القوى الممثلة للأكثرية بممارســة الإرهــاب المجتمعــي أو الأمنــي أو الاقتصادي تجاه الأقليــات بنيّة الحصول على الســيطرة الكاملة على مقدرات العراق أو منعه من الاســتقرار والنهوض من جديد بمــا يخدم مصالح وأجندات هذه الدول. وهنا، يبرز دور الرؤية القيادية الســيئة في العراق التي حفزت مكونات الشــعب العراقي على اتخاذ عناوين وولاءات إلى غير الوطــن الواحد بل إلى ولاءات أخرى تمثّل الدين والقومية والمذهب، لذلك تعمل
Made with FlippingBook Online newsletter