العدد 10 - مايو/أيار 2021

| 122

)، الدبلوماسية 2 () Harold Nicholson الدبلوماســي البريطاني، هارولد نيكولســون ( بــإدارة العلقــات الدولية عن طريق التفاوض، أو هي الطريقــة التي يتم بها تعديل هذه العلقات من قِبَل السفراء والمبعوثين. كانت الدبلوماسية التقليدية -ولا تزال- تُمارَس بشــكل نشــيط في أوقات السلم والحرب، وتروم تقريب وجهات النظر بين الدول وإيجاد صيغ للحلول المناسبة. )، وفــن التعامل مع القضايا 3 لذلك، فإن الدبلوماســية هي وســيلة وأداة للتفاوض( الثنائية والدولية، والتفاوض لتحقيق الأهداف المشــتركة. وتهدف إلى إقناع أطراف معينة بالجلوس إلى مائدة التفاوض، وهي فن إدارة العلقات الدولية بأساليب الحوار والتفاوض، ولغة الحوار والنقاش والإقناع والعقل الهادئ، لا الحرب والصراع. حققت الدبلوماســية التقليدية العديد من الإيجابيات للمجتمع الدولي؛ حيث جنّبته الصدامــات والحروب، وعزّزت التبادل التجاري. هذه المهام النبيلة للدبلوماســية، اضطلع بها الممثلون الدبلوماســيون، وأَطّرَتها الســفارات والقنصليات عبر مكاتبها المختلفــة، وتقديمها لتقارير دورية يوظفها صانع القرار في بناء السياســة الخارجية المرجــوة. فتكون هذه التقاريــر أحيانًا مدعاةً لتقوية العلقات، وأَحيانًا أخرى مجا لإعادة النظر في اختللات قد تؤدي إلى انسداد في العلقات وانقطاعها. إن الدبلوماســية اليــوم، لم تعد تُسْــتَخْدَم فقط لإدارة العلقــات الثنائية، بل مجا للدخول في حوار حول قضايا جديدة، كالاحتباس الحراري، والهجرة غير الشرعية، والإرهاب الدولي، وتقديم تنازلات والتوصل إلى اتفاقيات تخدم الصالح العام. عادة ما صَنّفَ المواطنون الدبلوماسيين وفق الصورة النمطية التي تُقدّمهم أشخاصًا يرتدون )، ويحتكرون معلومات في غاية الســرية، واعتبار الدبلوماسي رسو 4 ملبس أنيقة( يمثّل مصالح دولته. وغدت الدبلوماسية مجاً رسميّا وسريّا بدً من الدوائر العامة الموسعة. لقد كانت مهام الدبلوماســيين في الماضي جســيمة، ويســتدعي وصولهم إلى البلد الـــمُعَيّنُين فيــه التكيّف غير اليســير، واتخــاذ القرارات الناجعــة دون الرجوع إلى حكوماتهم للحصول على المشورة المباشرة، وهو ما منحهم مجالات واسعة للتحرك والمنــاورة، ومثّلوا مصدرًا حقيقيّا للمعطيــات لما يتطلبه ذلك من ذكاء في الترويج لمصالح البلد، وتزويد الحكومات المركزية بمعلومات يصعب الحصول عليها آليّا. كمــا زادت قناعة الدول بأن قوتها على المســرح الدولــي يدعمها العدد الكبير من السفارات المنتشرة هنا وهناك، وهي نفس المقاربة التي تبنّتها المنظمات الدولية.

Made with FlippingBook Online newsletter