| 166
حكمت محكمة الاســتئناف " )، للمعاقبة على هذا الفعل، وذلك مثلما 20 الجنائــي( ، على مغربي تحوّل إلى المســيحية، وحُوكِم 2014 بمدينة فاس، في فبراير/شــباط ابتدائيّا بثلثين شــهرًا حبسًــا وغرامة مالية قدرها خمســة آلاف درهم لأجل محاولة .) 21 ( " نشر الدين المسيحي بين شباب مسلمين المشــار إليه أعله، نلحظ أنه يعاقب على من يســتعمل 220 وبالعودة إلى الفصل وســائل الإغراء أو الاســتغلل لزعزعة عقيدة مسلم أو تحويله إلى ديانة أخرى، غير التحوّل " أنه لا ينص صراحة على معاقبة المتحوّل نفســه إلى ديانة أخرى؛ ذلك أن من الإســام إلى دين آخر لا يعتبر مســألة عقيدة شــخصية فحسب، بل والأهم من ذلك، عمل سياسي؛ لأنه يهدد نسيج المجتمع، خاصة في الحالات التي يكون فيها )، ليس فقط عبر أعمال التبشــير، وإنما حتى من خلل التنصل العلني 22 ( " علنيّا... كل من عُرف باعتناقه " من العقيدة الإسلمية، وذلك حينما ينص القانون على معاقبة الدين الإســامي، وتجاهر بالإفطار فــي نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر ). بعبارة أخرى، يُعاقَب على التحــوّل الديني كجريمة؛ لأنه تم اعتباره 23 ( " شــرعي .) 24 كعمل من أعمال التمرد السياسي الذي يُعرّض المجتمع بأكمله للخطر( ومن جهة أخرى، فإن الإشــارة إلى الإســام في الدســتور نُظّمت من خلل ترويج الدولة لنســخة معينة من الإسلم تتناســب مع مصالحها، من خلل المحافظة على هوية إســامية متجانســة يُراد منها أن تُسهم في شــرعية الدولة حتى ولو كان ذلك على حســاب تقييد حرية الممارســة الدينية أو حرية التعبير الديني بالنســبة للأغلبية المســلمة. لذلك لا تزال الحكومة تواصل رقابتها على المدارس القرآنية لضمان أن التدريس بها يعتمد العقيدة السّــنّية، ولم تُرخّص أيضًا لجماعة شــيعية للتسجيل في إطــار جمعوي. كمــا تواصل الحكومة مطالبة المســاجد بالإغلق أمام العموم بعد وقت قصير من أوقات الصلة اليومية لمنع اســتخدام بناياتها لما وصفته بالنشــاط غيــر المصرح به. وفضلً عن ذلك، يســتمر الحظر المفــروض على جماعة العدل والإحســان الدينية ليس فقط بسبب مواقفها السياسية، ولكن على الخصوص بسبب موقفها من الإســام الرســمي بما في ذلك معارضتها لتفسير الدولة للإسلم السّنّي .) 25 ولتضخّم السلطة الروحية للملك( كذلــك يرخي الدين بثقله الدســتوري في قضية المســاواة بين الجنســين، فمع أن الدســتور يعترف بالمســاواة في الحقوق والحريات بين الرجل والمرأة، إلا أنه لا
Made with FlippingBook Online newsletter