العدد 10 - مايو/أيار 2021

| 170

)، أو ربما لوجود إجماع على عدم التورط 41 ( " والخوف على الاستقرار القانوني... .) 42 في التناقضات غير القابلة للحل من خلل طرح أسئلة مبدئية( امتثال التشريع " إذن، ولو أن الدستور ينص على الإسلم دينًا وهوية للدولة، إلا أن للشريعة ليس مطلوبًا بشكل صريح، وفي نفس الوقت يمكن أن تُلهِم الشريعة القوانين ). ذلك أن الصمت الدستوري في هذه المسألة 43 ( " دون مواجهة أية عقبات دستورية يفيد الإباحة في حالة ما اتجهت إرادة المشــرع إلى أَسْــلَمَة القانون، بمعنى أن الأمر متروك للمبادرة التشريعية وليس للدستور نفسه. وهي الإرادة التي تكونت مع تمرير قانون الأبناك التشــاركية الذي أدمج المعاملت المالية الإســامية في النظام البنكي )، لكن بعد تلقي 44 وذلــك في ظــل الحكومة التي يقودها حزب العدالــة والتنمية( الضوء الأخضر من الملك. إن إمساك الملك بالسلطة الدينية هو ما ظل يعزل الخيارات التشريعية لحزب العدالة والتنمية التي يمكن أن تُسْــتَلْهَم من الشــريعة الإسلمية؛ ما جعل الحزب يعجز عن تحويل شــعار مرجعيته الإســامية إلى مشروع تشريعي لاســتبدال القانون بخطابه الدعوي الأخلقي، علمًا بأن عدم وجود أحكام دســتورية مُلزِمة بتطبيق الشــريعة لا يمنع الأغلبية البرلمانية من تقديم مقترحات قوانين مستوحاة من الشريعة الإسلمية، ولذلــك يُغطّي الحــزب هذا العجز بخــوض معارك الهوية الدينيــة بدعوى إخلء مســؤوليته أمام الجمهور، في الوقت الذي يُعَدّ هذا المســلك حقيقة هروبًا من مهمة تقديم مقترحات قوانين إســامية الروح على الأقل، وفي نفس الوقت يعكس عدم استعداد الحزب للمواجهة مع الملكية في المجال القانوني. لكن، وعلى الرغم من أن الدستور يحيل الدين صراحة إلى المجال الخاص ويتكتّم عن التصريح بإحالته إلى المجال العام، فإن وضع الدين على منصة الدولة يؤدي إلى اعتبار الأخيرة للإســام الحديث كقانــون للأخلق العامة، وهو ما يظهر من خلل )، أو ما يســمى العلقات الجنسية 45 تجريم العلقات الجنســية خارج إطار الزواج( الرضائيــة، بحســب دعاة الحريات الفردية من التيــار العلماني؛ ذلك أن جوهر هذا التجريم يوافق تحريم الزنا في الشريعة الإسلمية. إن هيمنة الإســام في الدســتور المغربي لا تقترن بإشــارة إلى المعيارية الإسلمية (شريعة أم فقه)، فالإسلم كدين للدولة هو في الأساس إطار وطني مرجعي؛ حيث هو أحد العناصر الموحّدة للدولة " نسخته المعتدلة " في الواقع الدين الإســامي في

Made with FlippingBook Online newsletter