العدد 10 - مايو/أيار 2021

175 |

البرلمــان، هؤلاء يعتبــرون من منظور الملك في منزلة جهــاز لتقديم النصح لأمير .) 55 المؤمنين الذي يعتبر أبًا للجميع، أب المشرّع وأب المنفذ وأب الصغير والكبير( لا يكتفي، توسل الدولة الشرعية الدينية، باستخدام المقدس الديني في السياسة، وإنما يمتد ليشمل عند اللزوم التدخل في السياسة باسم الدين، وهي المهمة المنوطة بعلماء دين يحضرون عن المجلس العلمي الأعلى -كمؤسســة دينية يرأســها الملك- في مؤسسات دستورية من قبيل المجلس الأعلى للسلطة القضائية والمحكمة الدستورية، عرض مســائل قد تدخل في اختصاصات مؤسســات دستورية " وهو ما يتيح إمكانية أخرى في حالة تعارضها مع مقتضيات الأحكام المتعلقة بالدين الإســامي. يمكن إدراج هذه المؤسســة الدينية في إطار المؤسســات الاحتياطية التي يمكن أن يُفعّلها أن أصبح 2011 )؛ حيث مما استجد مع دستور 56 ( " أمير المؤمنين في سياقات معينة واحد من الســتة أعضاء الذين يقترحهم الملك لعضوية المحكمة الدستورية يقترحه من 130 عليــه الأميــن العام للمجلــس العلمي الأعلى (الفقرة الأولى مــن الفصل الدستور)، وأصبح أعضاء المحكمة الدستورية يُختارون من بين الشخصيات المتوفرة على تكوين عال في مجال القانون، وعلى كفاءة قضائية أو فقهية أو إدارية، والذين مارسوا مهنتهم لمدة تفوق خمس عشرة سنة، والمشهود لهم بالتجرد والنزاهة (الفقرة من الدستور). ودلالة هذه المستجدات التأكيد على ضرورة 130 الأخيرة من الفصل عدم تعارض قوانين المملكة مع أحكام الدين الإسلمي، وأن ذلك أحد معايير مراقبة دستورية القوانين المنوطة بالمحكمة الدستورية. عمومًا، يُســتخدم الدين كأيديولوجيا سياسية للدولة في مواجهة باقي الفاعلين. فمن جهة أولى، لم يكن بمقدور اليساريين في عز قوتهم مواجهة نظام الحكم في ملعبه، ولذلك ظلّوا يترددون في مناقشة القضايا الدينية الحساسة خوفًا من اتهامهم بالخروج على الدين، بل إن الملك الحســن الثاني اعتبرهم كذلك حتى في قضية غير دينية، ، الانسحاب من البرلمان 1981 وذلك حينما قرر نواب حزب الاتحاد الاشتراكي، سنة ضد " احتجاجًــا على تمديد مــدة الولاية البرلمانية، حيث اعتبر الملك هذا الموقف .) 57 ( " تبرّأه منهم بصفته أميرًا للمؤمنين " ، وأعلن " الدستور وضد الجماعة المسلمة ومن جهة أخرى، تســيطر الدولة على الدين ليس فقط لأن الحقل الديني أعقد من الحقل السياســي؛ إذ يضم فاعليــن متعددين (جماعات دينية، فقهــاء وأئمة، دعاة، زوايا...)، ولكن لاســتخدام الدين في تبرير تكتيكات قوية ضد النشــاط السياســي الإسلمي المناهض للدولة في ظل وجود اتجاهات دينية متنوعة للممارسة السياسية،

Made with FlippingBook Online newsletter