| 188
مقدمة ألقت نتائج ثورات الربيع العربي بظللها على الموقف السياســي الفلســطيني الذي تأثرت قواه السياســية تبعًا لانتماءاتها وعلقاتها السياســية، ولكنها شــكّلت فرصة نهوض لحركة المقاومة الإســامية حماس تحديدًا، لاســيما في ذروة صعود التيار الإســامي في تونس ومصر، والذي تنتمي إليه حماس أيديولوجيّا كما كانت تُعرّف نفسها قبل ذلك في ميثاقها. وما لبث أن أُصِيب هذا النهوض بانتكاسة بعد تقويض مســار الثورات العربية. وكانت حماس في طليعة الاســتهداف الإعلمي من التيار الداعم لقوى الثورة المضادة في مصر، ودفعت ثمنًا سياســيّا متراكمًا، كانت جذوره قائمة منذ فترة زمنية طويلة، ضمن صراع مرير بين ما كان يُعرَف سياسيّا بـــتياري، الاعتدال والمقاومة، الذي حُسبت حماس تقليديّا عليه بحكم علقتها الإيجابية بإيران وحــزب الله. وقد شــكّلت هذه العلقة نقطة خلف ربمــا في محطات العلقة مع دول الاعتدال، وفق مقابلة مشــهورة لرئيس المكتب السياسي السابق للحركة، خالد .) 1 مشعل( ووضعت الصراعات السياســية التي شهدتها المنطقة في الأعوام الأخيرة حماس في عاصفة الأحداث، وجعلت الحركة في مصاف القوى المســتهدفة بين قوى المنطقة، وكان صعود الإخوان المســلمين في مصر النقطــة الفاصلة التي عملت على تحوّل سياسات حماس بعد الربيع العربي بناء عليها، ورغم نَأْي حماس بنفسها عن المشهد السياسي الإقليمي، ورفضها التدخل سياسيّا أو إعلميّا، كما صرّح قادتها، وخروجها من دمشــق التي شــكّلت حلفًا تقليديّا لها خلل مرحلة زمنية طويلة، إلا أن ذلك لم يشفع لها لتكون حطبًا في نيران المعركة، وإِنْ بدت وتيرتها تخف مع ظهور الوثيقة ، وصعود قيادة جديدة أجمعت أطراف 2017 السياسية الجديدة للحركة منتصف عام .) 2 إقليمية على التعامل معها، مثل إيران ومصر( وقــد ظهــرت بعض الحملت الإعلمية المشــوهة في بعض الصحــف الخليجية، تُبرِز صورة مغلوطة حول العلقة بين حماس وإيران، إشــارةً إلى أن حماس طلبت دعمًا من إيران لتقديم العون لها في حربها على إســرائيل وهو ما لم يحدث، وأن مصلحة الخليج العربي في دعم المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، إشارةً إلى ، بالرغم من " لكنها تسير ببطء شديد " وجود رغبة سعودية في التقارب مع الحركة، و
Made with FlippingBook Online newsletter