21 |
وأكثر أشكال التأثر طالت صورة الشركة المنتجة، وقرار الشراء للمنتجات. دراســة تحليلية باستخدام نموذج الجاذبية لتأثير المقاطعة " وأُجريت دراســة (بعنوان ) حول أثر حملة المقاطعة " الاقتصادية على واردات الدول الإســامية من الدنمارك " يولاندس بوستن " الاقتصادية للمنتجات الدنماركية، التي انطلقت بعد نشر صحيفة ، على واردات الدول الإسلمية من 2005 الدنماركية صورًا مســيئة لنبي الإسلم في )، وتوصلت إلى أن تلك المقاطعة لم تكن فعّالة بشكل كاف، كما أنها 23 الدنمارك( كانت لمدة قصيرة، وربطت ذلك بقلّة نسبة مستخدمي الإنترنت في ذلك الوقت، لأن معظم حملت المقاطعة دُعِي إليها من خلل الإنترنت، بافتراض أنه كلما زادت نسبة مســتخدمي الإنترنت تصبح المقاطعة أكثر فاعليــة. وتوصلت كذلك إلى أن الدول العربيــة والإســامية تقدّم مصالحها الاقتصادية علــى المقاطعة، وخصوصًا العربية، وذلــك بســبب انعدام الوعي بالمقاطعة وأهميتها في الــدول العربية، مقارنة بالدول الإســامية غير العربية، وقد يرجع ذلك إلى ضعف البنية الاقتصادية واعتماد الدول العربية على الواردات بشكل كبير مقارنة بالدول الإسلمية غير العربية. لقد اعتمدت الدراسات السابقة على الأساليب الكمية، وأدواتها المعروفة، كالاستبانة والنماذج الإحصائية، وتتميز دراســتنا باســتخدام منهج تحليل الشبكات الاجتماعية الــذي يوفــر بيانات رقميــة تختلف عن تلك التــي يتم جمعها بالطريــق التقليدية. ويتناســب هذا المنهــج مع البيئة التي انطلقت وتفاعلت مــن خللها الحملة، وهو يمكّن من استكشــاف شــبكة العلقات التي كوّنت الشبكة، ومعرفة مضامينها، وأبرز المؤثريــن فيها، وغيرها من البيانات الرقمية العميقة، ثم تحليلها سياســيّا واقتصاديّا واجتماعيّا. وتأتي الدراسة في سياق توفير التراكم المعرفي الذي يُعين على المقارنة، واســتخلص النتائج، والفروق بين الحراكات ذات الطابع الاقتصادي/الاستهلكي، وأشكال الاحتجاجات والسلوكيات الرقمية. وهي أيضًا دراسة متعددة التخصصات، شارك فيها باحثون من علم الاجتماع، والعلقات الدولية، والاقتصاد، وتتّبِع المنطق الاســتقرائي في محاولــة لتوصيف الحملة الرقمية وشــبكة التفاعلت التي كوّنتها، ومضامينها.
Made with FlippingBook Online newsletter