| 234
القرن العشرين تناقضات وتحديات في تأسيس نظام جديد للحكم، عقب تَحرّر أغلب بلدان إفريقيا من ســطوة المستعمر الأوروبي، فعلى الرغم من محاولات الإمبراطور هيلسيلســي نقل الدولة الإثيوبية من عهد الإقطاع إلى عهد الدولة الحديثة، إلا أن الجهــاز الإداري كان فــي نفس الوقت بأيدي النبلء بحكم موقعهم التاريخي كطبقة .) 3 حاكمة، حتى أتت لحظة الانقضاض عليه من العسكر( وأنتجــت تلك التراكمات والصراعات بين شــعوب إثيوبيا من جهة، وقومية الأمهرا المتمثلــة فــي النظام الملكي من جهة ثانية، صراعــات وحركات تحررية؛ حيث إن تضمنت أسماء الجبهات والحركات المسلحة في إثيوبيا، " التحرير والتحرر " مضامين )، أما في الإقليم OLF ) وجبهة تحرير أورمو ( TPLF مثل: جبهة تحرير قومية تيغراي ( ) وجبهة تحرير أوغادينيا WSLF الصومالــي فنهضت جبهة تحرير الصومال الغربي ( )؛ ما يشير إلى أن فكرة التحرر من النظام الإقطاعي كانت السائدة والموحّدة ONLF ( بين شعوب إثيوبيا. لكن الطبقة الأمهرية القريبة من النظام الإمبراطوري كانت تؤمن بإصــاح النظام فقط، وتــرى أن الثورة عليه ومهاجمته تهدد وحدة وجغرافية إثيوبيا أرضًا وشــعبًا، وهو ما أنتج أفكارًا متناقضة وذاكرة مليئة بالازدواجية وشعوبًا تحمل إرثًا متعددًا من الصراعات السياسية والتظلم الاجتماعي. وقد تســبّب هــذا الجدل والخلفات في تأســيس قاعدة الصراعــات الداخلية في ولايات فيدرالية، وأصبح شــائعًا منذ الإطاحة بالإمبراطور 10 إثيوبيــا، المكونة من هيلسيلســي ألا يظهر نظام حكم إلا وتظهر معه ثورة مســلحة مناهضة له، فبداية من ثورة الإريتريين المناضلين من أجل الاستقلل في عهد هيلسيلسي إلى ثورات الحركات المسلحة التي كانت في صراع مسلح ضد نظام ميليس زيناوي -ممثلً في -) EPRDF ائتلف الحكــم المكون من أربع جبهات عرقية والمعروف اختصارًا بـ( ) والصراع في إقليم تيغراي خير شــاهد على 4 فإن إثيوبيا لم تخل من تمرد مســلح( ذلك. ويمكن تلخيص أهم أحداث المشهد السياسي في إثيوبيا منذ سبعينات القرن الماضي في النقاط التالية: ) وانتهاء الملكية: سقطت الإمبراطورية الإثيوبية 1974 - 1930 - إسقاط هيلسيلسي ( نتيجة سلســلة ثورات وانقلبات عسكرية شــهدتها إثيوبيا في فترات متلحقة قادتها الجبهات الإثيوبية في الســتينات والســبعينات من القرن الماضي، إلى جانب حركة
Made with FlippingBook Online newsletter