العدد 10 - مايو/أيار 2021

| 246

وموسكو الباحثتين عن إقامة قواعد عسكرية في كل من إريتريا والسودان وشراكات اقتصادية مع إثيوبيا، هذا فضلً عن مخاوف الاتحاد الأوروبي من تزايد أعداد الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا وخاصة القادمة من دول الإقليم (إثيوبيا، إريتريا، السودان، الصومال). وتبــدو تأثيــرات النزاع وأبعادهــا الإقليمية والدولية في إقليم تيغــراي بمنزلة حلقة مفتوحة على كل الأصعدة، فإذا لم ينتهج آبي أحمد مرة أخرى سياسة الانفتاح التي حققت له مكاســب سياســية، محلية وإقليمية، خاصة مع شــعب التيغراي ولم يوفر لهم قدرًا كبيرًا من الاطمئنان والثقة، فإن الهدوء الذي يشهده الإقليم راهنًا سيتحوّل إلى عاصفة جديدة أمام الحكومة الإثيوبية، وربما ستتجدد ثورات قوميتي الأورومو والأمهــرا، وخاصة المتعاطفة مع المعارض الشــاب، جوهر محمد. هذا فضلً عن النزاعات الدستورية الأخرى حول شرعية بقاء الحكومة الإثيوبية الراهنة التي انتهت ولايتها الدستورية. . سيناريوهات مآلات النزاع في إثيوبيا 5 فرض النزاع العســكري شــمال إثيوبيا متغيرات وظروفًا في القرن الإفريقي، وتبدو مآلات النزاع سياسيّا وعسكريّا في إثيوبيا متجهة نحو سيناريوهات عدة يمكن إجمالها فيما يلي: - السيناريو الأول: الفيدرالية الإثنية أو المركزية السلطوية في هذا الســيناريو، تتجه إثيوبيا الحديثة برئاســة آبي أحمد نحو نموذج الســلطوية الاســتبدادية، والتــي قد تُعيد هيمنة الفرد إلى النظام السياســي والإداري في أديس أبابا. وتقوم فلسفة رئيس الحكومة على محاولة إرساء نظام سياسي جديد يقوم على المواطنة بدً من رابطة الإثنية التي أوصلت البلد إلى حافة الانهيار والتفكك، حسب تصوره، لكن هذه الرؤية التي كرّســها، من خلل ائتلف حزب الازدهار وشــعارات ، تطرح تحديــات مختلفة تتمثّل في تــوازن العلقة بين المركز " التــآزر " أو " معًــا " والأطــراف، ففــي المركز تميل القوة لصالح النخبة المنحدرة من الشــمال، ويُطلَق ، فيما تســعى الأطراف (الأقاليم " الحبشــة " عليهم من قبل بقية ســكان إثيوبيا كلمة القومية) لتأكيد استقللها عن المركز بصورة أكبر. لذا، فإن المواجهة بين تيار الإثنية

Made with FlippingBook Online newsletter