247 |
الفيدرالية من جهة، وتيار الإصلحيين الجديد برئاسة آبي أحمد، قد تكون حتمية مع مرور الوقت، وكلما اتجهنا نحو سياسات بديلة قد تتناقض مع الإثنية الفيدرالية في الكيان الإثيوبي الراهن. - السيناريو الثاني: ثورة احتجاجات شعبية تُعدّ الثورةُ الدائمة والغليان السياســي المتكرر الســمةَ الســائدة في التاريخ الإثيوبي الحديث، وهو سيناريو يمكن تكراره في أية لحظة؛ إذ إن تداعيات النزاع العسكري في إقليم تيغراي، ومشكلة اللجئين عند الحدود السودانية-الإثيوبية، يمكن أن تكون سببًا في تطورات مسلحة جديدة. وإذا اندلعت ثورات جديدة في الإقليم فإن قمعها لن يكون آلية ناجعة لمواجهة الحنق والغضب الشــعبي الناتج عن الانتهاكات التي اتهمت بارتكابها القوات الإريترية والإثيوبية، هذا فضلً عن إمكانية حدوث أحداث شغب واحتجاجات شعبية أخرى، قد تقوم بها قوميات أخرى مثل الأمهرا والأورومو نتيجة الانســداد السياسي وتأخر إجراء الانتخابات الرئاسية، التي كان من المفترض أن تكون الفيصل في شــعبية آبي أحمد ومدى إمكانية عودته إلى الحكم من جديد أو بــروز قيــادي جديد وخاصة من قومية الأورومو التي تمثّل الكثافة الســكانية في .% 30 البلد بنسبة - السيناريو الثالث: التفكّك والبَلْقَنَة عكســت أزمة إقليم تيغراي إمكانية فشــل الدولة في إثيوبيا نتيجة تبعات وتداعيات الحرب الداخلية السياسية والعسكرية، كما تحدثت تحليلت كثيرة عن إمكانية سقوط إثيوبيا في فخ التفكّك من جديد لتصبح يوغسلفيا جديدة في القرن الإفريقي، وذلك نتيجة ظروف سياســية ودســتورية وعســكرية معقدة في المشهد الإثيوبي؛ حيث إن غياب إطار تفاوضي، ومصالحة وطنية للنتقال من الإثنية الفيدرالية إلى نظام حكم بديل يُعزّز ســطوة المركزية وقوة الدولة في مقابل إضعاف وتهميش الأطراف، ربما يؤدي إلى فشــل جديد. كما أن إجراء انتخابات في ظل الظروف الراهنة ربما يزيد من تعقيد مشكلت إثيوبيا الإدارية والاقتصادية والأمنية، ويفاقم التوترات الداخلية، وهــو ما قد يؤدي إلى انتفاضــات وثورات جديدة لن تقضي على أحلم آبي أحمد فقط، بل ربما ستذهب بأمن واستقرار إثيوبيا لعقود مقبلة.
Made with FlippingBook Online newsletter