العدد 10 - مايو/أيار 2021

257 |

مقدمة نظرًا إلى أنه قد اتضح تمامًا بأنكم ستُســلّمون من بعدي البلد والثورة الإســامية " العزيزة والشعب الإيراني المسلم، إلى أيدي الليبراليين وعن طريقهم إلى المنافقين؛ .) 1 ( " لذا فقد فَقَدْتُم أهلية ومشروعية قيادة النظام في المستقبل هذا بعض مما ورد في رسالة العزل من مرشد الثورة الإسلمية الإيرانية، آية الله روح ، 1989 الله الموســوي الخميني، إلى آية الله حســين علي منتظري، في مارس/آذار ليصبــح هذا التاريخ حدّا فاصلً بين ماض ومســتقبل. ماض كان فيه منتظري جزءًا أساســيّا من النظام الحاكم في إيران، الرجل الثاني فيه، ومن مُؤَسّســي ولاية الفقيه وبعض أجهزتها. ومســتقبل أصبح فيه معارضًا شرسًــا وجزءًا من تيار نقدي لتجربة الثورة، لا بل لأخصّ ما فيها وهي ولاية الفقيه نفسها. نقد الذات: آية الله حسين علي منتظري في حوار نقد ومكاشفة للتجربة " ولعل كتاب ، من أهم تلك الكتب التي تكشف جانبًا من تجربة ولاية الفقيه، لأنه نقْدٌ من " الإيرانية منظور أحد أهم روادها، آية الله منتظري، ويأتي في سياق العمل من أجلها. الكتاب ترجمته الباحثة المختصة في الشأن الإيراني، الدكتورة فاطمة الصمادي، من الفارسية إلى العربية، ويتضمن إجابات عن أربعة عشــر ســؤا ً، كان قد طرحها الابن، سعيد وفق التقويم الشمســي 1385 منتظري، على والده، آية الله حســين منتظري، في عام ، بحســب 2007 مارس/آذار 20 ، و 2006 مارس/آذار 21 الإيرانــي، الذي يمتد بين عامًا، في 87 التقويــم الميــادي، مع العلم بأن آية الله منتظري توفي عن عمر يناهز يونيو/ 14 ، أي بعد اندلاع أحداث الحركة الخضراء ( 2009 ديسمبر/كانون الأول 20 ) ضد فوز الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، بولاية حكم 2009 حزيران ثانية، والتي سُمِع فيها لأول مرة أصوات تنتقد نظام ولاية الفقيه بصوت مسموع ومن رجال النظام نفسه، وكان ظل منتظري حاضرًا فيها. أثار الكتاب مراجعات وقراءات عدة منذ صدوره رغم صغر حجمه بسبب كثرة أحداثه وكثافــة موضوعاته وتنوعها، وركــزت في غالبها على فهم خلفيات بعض الأحداث التــي لا تــزال إلى عهد قريب محلّ جدل. كما أن تقديم المترجمة، الدكتورة فاطمة الصمادي، وما تل ذلك من تعريف بمنتظري وابنه، يكاد يكون قراءة للكتاب إلا أن غايتها تأطير النص والمساعدة على فهمه. أما الورقة هذه فتركز على قراءة تجربة ولاية

Made with FlippingBook Online newsletter