العدد 10 - مايو/أيار 2021

| 258

الفقيه كما جاءت في الكتاب، بوصفها صدرت عن منتظري: نقدًا في سياق العمل، أي من صاحب التجربة لتجربته، وصاحب المشــروع لمشــروعه على أمل إصلحه في المستقبل، كما يبدو من إجاباته. وتنطلق في مقاربتها التفاعلية مع الكتاب باتخاذ الإجابة على الســؤال الأخير فيه مدخلً، وهو الســؤال الرابع عشر الذي جاء تحت تقييم ما " )، وهو من شقين: الأول حول 2 ( " نقد الماضي، إصلح المستقبل " عنوان منتظري السياســي، والثاني، وهو افتراضي، حول " يقرب من نصف قرن من نشــاط ماذا كان ليفعل منتظري لو أنه تسلّم منصب القيادة بعد رحيل الخميني. وبالتحقيب الثقافي والمعرفي، يمكن إدراج كل الكتاب تحت هذا العنوان وهذين الشقين. فهــذه الورقــة تُعيد قراءة تجربة ولاية الفقيه بيــن رجالها الثلث (منتظري، خميني، خامنئي) في إيران، ومن ثم ترصد مســار علقتها بالإرث السّــنّي لأهميته التاريخية وصلته بتطورات المنطقة راهنًا، ومن ثم تراجع موقفها من قيم الدولة الحديثة والتي قــد تعتبر غربية، لتخلص إلى محاولة رســم أهم ملمح الولاية كما يراها منتظري. وأهمية هذه الموضوعات أنها كما تجلّت في الكتاب تلمس الواقع الراهن وتؤشــر على المستقبل والمآلات التي تنتظر ولاية الفقيه. . ولاية الفقيه والفرسان الثلاثة 1 من الناحية النظرية، يُميّز منتظري في الولاية في الســياق الشــيعي كخلفة عن النبوة بين وجهين: الولاية العامة التي تشــتمل -مما تشــتمل عليه- على الولاية التشريعية لبيعة " وتنصيبهم من اللــه تعالى وليس " المعصومين " ، وهي للأئمــة " التكوينيــة " و ). أما الولاية السياسية للولي الفقيه، 3 ( " الناس دور في إيجاد مشــروعيتهم وولايتهم انتخاب الناس " وكمــا يجب أن تكون في النظام الإيراني، فمشــروعيتها تحتاج إلى ، وإن كان منشأ أصل الوجوب للولاية هو النص. وبالتالي، فإن الصلحيات " وبيعتهم ) وفق 4 ( " يُقيّدوا صلحياته ومسؤولياته " للولي الفقيه منشؤها هو الناس، ويمكنهم أن مصلحتهم. ويُقِرّ منتظري بأنه كان مياً إلى نظرية التعيين عند تدوين الدســتور، وكان رئيسًــا )، ولا شك 5 لمجلس خبراء الدستور، ولعب دورًا في تأسيس عدة مؤسسات للثورة( أنه ممن مكّن تشــريعيّا وعمليّا وأخلقيّا لســلطة الخميني الواسعة. ويعترف منتظري بأن ولاية الفقيه فُصّلَت بعد الثورة على مقاس الخميني ودُوّنت في الدســتور، لأن

Made with FlippingBook Online newsletter