| 262
مســتأنف جدّا قياسًــا على ما كان حال المذهب الشــيعي " ولاية الفقيه " الحالي مع تاريخيّــا، فمعها أصبــح الفقيه نائبًا عن الإمام الغائب في الســلطة الزمنية، وبالتالي أصبح في مركز الحكم وفي أعلى الســلطة سياسيّا. ولكن ردم الفجوة العقائدية بين الشــيعة والسلطة لوحده لم يكن كافيًا، ســواء قبل انتصار الثورة في إيران أم بعدها لاســيما في ســنيها الأولى، وكانت بحاجة لرؤية دينية أوسع في مقاربة هذه الأخيرة -إذا " الإسلم السياسي الشيعي " أو لإضافة الشــرعية عليها. ومن هنا نشــأت علقة جاز الوصف- مع الإرث السّــنّي. ويقول منتظري بهذا الخصوص، لاســيما العلقة الطبقة المثقفة والمستنيرين " : إن أكثر ما كان بيد " الإســام السياســي الســني " مع الدينيين في إيران في المســائل السياســية والاجتماعية هي ترجمات من كتب أهل ، لاســيما كتابات " السّــنّة، وعلى وجه الخصوص من المفكرين المصرين واللبنانيين ). ويرى أن مفكري أهل السّنّة بدأوا 16 ( " قبل الانقسام " جماعة الإخوان المســلمين تُسجّل " بالتحقيق في جوانب الحكومة الدينية قبل الشيعة، وتركوا آثارًا وكتابات كثيرة ). وبالمقابل، يقر بأنه وأصحابه لم يتمكنوا من معالجة 17 ( " في تاريخ الثقافة الإسلمية . بمعنى آخر، فإن منتظري يرى أن الحاجة إلى الرافد السّــنّي لا تزال " النقص " هذا قائمة على هذا الصعيد. هذه الملحظة يمكن فهمها بمراجعة بســيطة للفلسفة التي قامت عليها ولاية الفقيه، ومن ذلك على سبيل المثال، من خلل الشروط الواجب توافرها في الحاكم، ومن )، فهي شبيهة في بعض أبوابها 18 ( " دراسات في ولاية الفقيه " كتاب منتظري نفســه: ) السّــنّية مع الفرق المذهبي 19 ( " الأحكام الســلطانية " بتلــك التي وردت في كتب وســياقه. وكذلك فيها مباحث شــبيهة بتلك التي لدى الإسلميين السّنّة أو فقهائهم المعاصرين في مقاربة هذا الموضوع. ويستدل منتظري لجواز هذا النهج في مقدمة ، بصنيع من سبقه من شيوخ الطائفة، وأنه يجوز " دراسات في ولاية الفقيه " كتابه، أي إذا لم يكن من طرقنا أخبار " ، وبعبارته: " العمــل بالأخبار الواردة من طرق السّــنّة " أيضًا، لا " الحكومة الإســامية " ). وبمطالعة كتاب 20 ( " تخالفهــا أو إجمــاع ينافيها يمكن نفي التشــابه مع الإخوان المســلمين وعدد من رموزهم، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر، توصيفه لفصل الإسلم عن الحكم، وشموله لكل مناحي الحياة، أو وما يتصل بهذا المفهوم بغضّ النظر عن كيفية التصرف " الحاكمية " اعتماده لمصطلح )، وهكذا دواليك. والخامنئي لم يكن بعيدًا عن هذا النهج كسواه 21 بتوظيفه مذهبيّا(
Made with FlippingBook Online newsletter