العدد 10 - مايو/أيار 2021

| 266

لا شك أن الخامنئي يدرك التحدي الذي تفرضه هذه القيم ومخاطر القبول بها دون الســيادة " إخضاعهــا للفحص وإعادة صياغتها، وقد أخذ يعزز من طرح ما يُســمّيه -بوصفها المقابل للديمقراطية (خاصة الغربية)- وجاءت في عدد " الشــعبية الدينية ) وتقوم بالجملة على ثلثة أســس: الدين، والقيادة الدينية (أي ولاية 30 من خطبه( ). وهي لا تخرج عمومًا عن نهج المؤســس الخميني 31 الفقيه)، ومن ثم الشــعب( في موقفه من الغرب، الذي كان يصوغ هوية إيران الجديدة على القطيعة مع الغرب )، وكان يميز بين الإســام المحمدي 32 حتــى بــات العداء لأميركا أحد محدداتها( ، واستخدم هذا الوصف -تقريبًا آخر " الإسلم الأميركي " الأصيل بمقابل ما يُســمّيه عامين قبل وفاته- لأغراض عدة أحدها لمحاربة القيم الغربية، أو قيم حلفاء أميركا والغرب، التي قد تتســلل إلى بلد المســلمين ومنها إيران باسم الإسلم وقد يصفه )، وهو أيضًا المعنى الذي استهدفه الخامنئي في التأصيل 33 ( " بالإســام المنحرف " ). وفي 34 ومد جذورها إلى المؤسس، الخميني( " الســيادة الشــعبية الدينية " لمفهوم هذا السياق، يمكن فهم النهج المختلف الذي ينتهجه منتظري، لاسيما وأنه أُقْصِي من الإسلم المحمدي " موقعه في الحكم قبيل وفاة الخميني، أي في سياق التمييز بين لا " ، وكأن منتظري قد أُقِيل، لأنه تأثر بالأخير، كي " الإســام الأميركي " و " الأصيل على حدّ وصف الخميني. " الليبراليين " البلد والثورة إلى " يُسَلّم ومن المهم في ختام هذه النقطة، ملحظة أن نظرية الســيادة الشــعبية الدينية، على الرغم من تقديم إيران لها على أنها جزء من مسار تطور طبيعي لنظرية ولاية الفقيه نفسها، وهذا منطقي، إلا أنها أيضًا تبلورت في سياق تصاعد المطالب بالديمقراطية ) وما تلها من مظاهرات 2009 في المنطقة، والتي منها الحركة الخضراء في إيران ( )، كما 2019 - 2011 سواء كانت مطلبية أو سياسية، وثورات العالم العربي بموجتيه ( أنها بجوهرها من الناحية النظرية تختزن المبدأ الذي سعى إليه منتظري بغضّ النظر عــن حقيقة ما يتحقق منه فــي الواقع، باعتبار أن وجه الإضافة الأهم فيها أنها تركز ). لكنه اليوم يبدو كأنه لا يزال أقرب إلى 35 على جانب المحكومين، أي الشــعب( الترويج الإعلمي والأيديولوجي حول المشاركة الشعبية، أكثر منه إلى عملية إصلح حقيقية، خاصة أن إيران في عهد الخامنئي -وتحديدًا المرحلة الحالية أي ما بعد وفاة منتظري منها- ليست جاهزة لخطوة إصلحية كبيرة، فهي في اشتباك كبير مع الغرب وتحت عقوبات أميركية بســبب ملفها النووي وقضايا أخرى، وليس من المســتبعد

Made with FlippingBook Online newsletter