العدد 10 - مايو/أيار 2021

| 268

)، أي 39 ( " نظام الشاه من دون أن نفكر بصورة جدية بمسائل ومعضلت ما بعد ذلك لم يكونوا جاهزين لمواجهة مرحلة ما بعد سقوط الشاه. ولاية الفقيه الحالية بالنسبة لمنتظري، لا تعطي جوابًا شافيًا للسؤال السياسي الذي يريده الشيعة، فهي لا تنوب عن المهدي كما يُراد لها، ولا تمثّل إرادة الناس حقّا كما يريدون. خاتمة بفؤاد دامٍ وقلب محطم، أكتب " في رسالته إلى منتظري، يُعلمه بعزله، قال الخميني: ). في تلك الرســالة، 40 ( " إليك بعض الكلمات كي يطّلع الشــعب يومًا على الحقيقة أراد الخميني أن يُطْلِع الشعب الإيراني على الحقيقة، لكنها لم تُزِلِ الغموض، لاسيما بســبب اســتمرار اختلف التيارات السياســية الإيرانية حول ذلك الحدث، وبسبب التحديــات التي تواجهها ولاية الفقيه، وتجد نفســها ربما أمام نفس الخيارات التي كانــت في زمن منتظري من حيــث المبدأ وإن كانت أكثر تعقيدًا وفي أفق مختلف، وهي تطرح أيضًا أسئلة مشابهة بالمبدأ، من أهمها: هل يستطيع هذا النموذج الاكتفاء وكي لا تتسلّل " المؤامرات " بنفسه وتطوير ذاته من داخل منظومته خشية استهدافه بـ الأفــكار الغريبة عنــه إلى داخله، أم أنه بحاجة للنفتاح واســتقاء أجوبة من خارج النموذج خشية أن يختنق بالتناقضات في داخله شأنه شأن أي نظام سياسي، وكذلك كي لا يطويه التقدم خارج أســواره؟ وكم هو مقدار هذا الانفتاح وبأي معيار، ومن أي مصادر عليه استقاؤها؟ وهكذا يمكن أن تتناسل الأسئلة لتكرر نفسها وتزيد. وبهذا، هل بعزل الخميني لمنتظري خسرت إيران أحد الخيارات الأكثر انسجامًا مع أهداف الثورة بســبب خلفاتها الداخلية وقلــة خبرتها أكثر مما فعلت بها مؤامرات الخارج؟ وهل فوّت الخامنئي حالة نقدية كان يحتاجها النظام وكانت فرصة لتطويره، بملحقــة منتظري ووضعه قيد الإقامة الجبرية؟ فمنتظري كان يريد أن يقول بأجوبته إن هذا ما حصل، وإن إيران معه كانت ستســلك مســارًا مختلفًا، " في هذا الكتاب حتى ولو على الأقل بقي في المشهد السياسي. ولكن حتمًا بعزل الخميني لمنتظري وبطريقة العارف بالمآلات في المستقبل، أقصى تجربة منتظري وفقهه ورأيه، وحجب . ومنتظري بإجابته " البلد والثورة " شرعيتها إلى حدّ بعيد ليمنعه من التأثير في إيران فــي هــذا الكتاب على طريقة العارف أيضًا بالمــآلات والخائف منها، قد تعود رؤاه وأفكاره لتتقدم مع أية معارضة أو حالة نقدية للنظام من داخله أو خارجه.

Made with FlippingBook Online newsletter