| 72
بحوثه على قناة تليفزيونية بعينها أو على برنامج تليفزيوني محدد، مثلما فعل العديد مــن بحوث التلقي الإعلمي. لقد اهتم مورلي بالتليفزيون كعُدّة تقنية، وصكّ جملة مــن المفاهيم، مثل: التكنولوجيا العائليــة، والديناميكية العائلية، التي مكّنته من منح قيمة اجتماعية وثقافية وتواصلية للتليفزيون في السياق العائلي، والكشف عن مكانته في الحياة اليومية لدى الأسرة البريطانية في مطلع ثمانينات القرن الماضي. لكن هذا لا يمنــع مــن القول: إن أغلب بحوث التلقــي الإعلمي ركزت على علقة المتلقي بالمــادة الثقافية والإعلمية، ولم تهتــم بالحامل -العُدّة التكنولوجية- إلا في حدود ضيقة. ب- تســتخدم نظرية التلقي الإعلمي عُدّة مفاهيمية مســتقاة من النقد الأدبي إن لم تكــن مرتبطــة بنمط الاتصال المكتوب، مثل النص والقــراءة. ويعتقد أن هذه العُدّة فقــدت أهميتها في فهــم الاتصال في العصر المرئي. ويعود مفهوم النص في نظرية التلقــي إلى الدراســات الثقافية التي لا تحصره فــي المعنى الاصطلحي الوارد في القواميس، بل وظّفته من باب الاستعارة ليشمل الصورة الثابتة والمتحركة، والأفلم، والبرامج التليفزيونية، والإذاعية، واللقطات الإعلنية، والوسيلة الإعلمية. وقد تبلور " النّصْنَصَة " في ظل الدراســات الســيميائية التي استفادت منها هذه النظرية؛ فمفهوم ) يملــك قيمة جوهرية في الدرس الســيميائي. فعالم اللســانيات Textualization ( (، أوحى بأن لا شــيء يفلت من Louis Hjelmslev الدنماركي، لويس هلمســيف ) .) 51 تشكيله كنص؛ فالنص هو موضوع السيميائيات وحدّ لها( ويتعدى مفهوم القراءة لدى أصحاب نظرية التلقي المعنى الاصطلحي، والذي يعني فكّ حروف النص المكتوب. إنه مســار من ابتكار المعنى يتدخل فيه التفاوض مع النص -بالمعنى المذكور أعله- وتأويله الذي يتجسد عبر مستويات مختلفة تحددها جملة من المتغيرات، تأتي في مقدمتها كفاءة المتلقي المعرفية وتجربته الاجتماعية. وهذا يؤدي إلى القول: إن لكلّ نصّ قراءات متعددة. ج- يصدق على الجمهور، الذي يُشــكّل إطارًا مركزيّا لدراســة التلقي الإعلمي، ما )، عن علم Hermann Ebbinghaus قاله الفيلســوف الألماني، هيرمــان إبنجهاوس ( ). لقد عُرف مفهوم 52 النفس: إنه يملك ماضيًا موغلً في القدم لكن تاريخه قصير( جماعة من البشــر " الجمهور، الذي واكب ميلد وســائل الاتصال الجماهيري، بأنه مرئيــة، ومعتــرف بها، ومدركة لرؤيتهــا، والتي يمكن من خللهــا توقع تمظهراتها
Made with FlippingBook Online newsletter