73 |
). وطرح هذا المفهوم إشكاً نظريّا على الدارسين، ويتمثّل في معرفة 53 ( " الملموسة متى يمكن القول: إن المتفرج والمشــاهد والمســتمع تحولوا إلى جمهور في عصر التكنولوجيا التناظرية ناهيك عن عصر التكنولوجيا الرقمية؟ وهل أن جمهور وسيلة إعلمية ما واحد أم متعدد؟ وهل ضاع القاســم المشــترك في هذا التعدد؟ وهل أن الاســتعمال الفردي للوسيلة وتشــذّر المواد الإعلمية عبر تعدد الحوامل الإعلمية الرقمية قد وضع حدّا للجمهور؟ إن الإجابة عن هذه الأســئلة تؤدي إلى التســاؤل عــن الجمهور في ظل التحولات التي تعيشــها الميديــا المعاصرة، وتداخل الإنتاج . ( 54 )( produsage ) " الانتخدام " والاستخدام، الذي يُعبّر عنه بمصطلح في الفضاء الافتراضي، لكن هل يمكن " موجود في كل مكان ولا مكان " إن الجمهور دراسته بالطريقة التقليدية؟ فما كان يُطلق عليه اسم الجمهور في السابق هم أشخاص كانوا يستخدمون وسائل الإعلم لأغراض محددة بشكل أساسي، دون غيرها، خلل فترة معينة، ثم يكفون عن اســتخدامها، لينصرفوا إلى ممارســة نشاطات أخرى. أما في البيئة الرقمية فقد أصبح ذا علقة دائمة بالوســيلة ولا " مــا يُعتقــد أنه جمهــور " ). إنه الجيل الذي يمكن وصفه بذي القابلية على القيام 55 يتوقف عن اســتخدامها( ). لذا، يُشــكّك The Multitasking Generation بالعديــد من المهام في آن واحد ( .) 56 بعض الباحثين في وجود شــيء اســمه جمهور الميديا في الفضاء الافتراضي( هذا على الرغم من أن الناس ما زالوا يشاهدون برامج التليفزيون التقليدي والأفلم السينمائية سواء في بيوتهم أو خارجها. لقــد جعلت الميديا الرقمية جزءًا كبيرًا من نشــاط مشــاهدي برامج التليفزيون عبر مختلف الحوامل الرقمية ظاهرًا للعيان لم نألفه في مشــاهدة التليفزيون كما وصفها دافيــد مورلــي. فمن النقر علــى أيقونة الإعجاب إلى التعبير عن المشــاعر والآراء باستعمال الأيقونات مرورًا بإشراك الغير في المشاهدة سواء بإعادة إرسال ما يشاهد كله أو في شــكل مقاطع فيديو فقط، أو تذيل الفيديو بتعقيب، أو مناقشــة الأصدقاء الافتراضيين أو الفعليين فيما يشــاهدون بشــكل مواز ومتزامن مع المشاهدة. وغني عن القول إن هذه المناقشة تتطلب استخدام شاشتين، وغيرها من الممارسات، التي وسعت مفهوم المشاهدة ومططت الأساليب والآليات التي تسمح بإعادة إنتاج المعنى بشكل مرئي. وقد ترتب عن كل هذا أن البيئة الرقمية ساهمت بنشاط في فسخ عقد المشاهدة الذي كان يجمع المشاهد والتليفزيون التقليدي.
Made with FlippingBook Online newsletter