77 |
.) 76 ( " التملّك " سوسيولوجيا الاستخدام في توظيف مفهوم ويؤكد مفهوم التملّك على اســتقللية مســتخدم العُدّة التكنولوجية أو متلقي المواد الإعلمية والثقافية، ويراها نابعة من كفاءة المســتخدم الإدراكية والتقنية التي تتجلى ) في 77 عبــر تفاعله المنتظم بل اليومي مع الحامــل والمحمول الإعلمي والثقافي( مختلف الفضاءات: البيت، ومقر العمل، والمدرســة والجامعة، والمسجد والكنيسة، والنادي الثقافي والرياضي، والملعب، والمقهى، والسوق. لقد وظّفت نظرية التلقي مفهوم التملّك لقراءة علقة المتلقي بالمادة الإعلمية والثقافية، سوسيولوجيا الاستخدام هذا المفهوم لفهم علقة المستخدم بالعُدّة " شــغلت " بينما التكنولوجيــة. إذن، إن الغاية مــن توظيف مفهوم التملّك تُطرح في أفقين مختلفين. فأفق التملّك في نظرية التلقي هو أنثروبولوجي وثقافي وسياســي بغية تحقيق الذات وبناء الهوية الفردية والجماعية، والكشف عن الخصوصية الاجتماعية والثقافية. بينما أفق التملّك في سوســيولوجيا الاســتخدام يتجلى عبر ابتكار وظائف جديدة للعُدّة التكنولوجية غير تلك التي تصورها صانعوها من مهندســين ومســتثمرين. فغاية هذا التملّك تقنية وتجارية، بدليل أن الشركات المصنّعة للتكنولوجيا المتطورة وبرامجها التطبيقية أنشــأت وحدات للبحث الاجتماعي والنفسي، واستفادت كثيرًا من بحوث سوسيولوجيا الاستخدام في تطوير منتجاتها. خلاصة بالنظــر إلى ما ســبق طرحــه، نقترح الاســتعانة بنظرية التلقي وتيار سوســيولوجيا الاستخدامات معًا في دراسة المتلقي/مستخدم الميديا الرقمية، وذلك لتجاوز حدود كلتــا النظريتيــن من جهة، ومن أجل تطبيق تعددية المقاربة النظرية لفهم العلقة بين أضلع المثلــث التالية: العُدّة التكنولوجية، والنــص الإعلمي والثقافي، والمتلقى. فسوسيولوجيا الاستخدامات تهتم بالعُدّة التكنولوجية/الوسيط الإعلمي ومستخدمه، ونظرية التلقي تركز على النص وجمهوره. إذن، يمكن الاستفادة من مفهومي التّمثّل والتملّك اللذين ترتكز عليهما سوسيولوجيا الاستخدامات، ومن مفهومي سياق التلقي والتأويل اللذين تعتمد عليهما نظرية التلقي. دون الأخذ بعين الاعتبار "2 الويب " فبالنسبة للسياق، لا يمكن الإحاطة به في بيئة التغيير الذي يعيشــه التليفزيون المعاصر، والذي يختلف عن تليفزيون الســبعينات، ليس من ناحية وفرة البرامج والمواد وأشكال البث والتوزيع فحسب، بل من ناحية
Made with FlippingBook Online newsletter