العدد 10 - مايو/أيار 2021

91 |

ما سيلقي بظلله السلبية على التركيبة الديمغرافية للعراق في عشر السنوات المقبلة واختفاء ظاهرة التنوع الإثني التي تميز بها العراق منذ أقدم العصور. لذلك، تفترض الدراسة أن ما تعرضت له أقليات العراق من سياسات إرهاب وتمييز ، ســيدفع إلى رســم مشــاهد مستقبلية تهدد واقع 2003 وتهجير بعد احتلل العراق ووجود الأقليات في العراق إما تهجيرًا أو انزواءً أو رضوخًا، وهو ما سينعكس على هوية العراق التي تشكّلت تاريخيّا على أساس التنوع نحو الهوية الواحدية أو الهوية المتغلبــة من خــال رؤية الأقليات العراقية لهوياتهم الفرعية على حســاب هويتهم الوطنية. ب- أهمية البحث تبــرز أهمية البحث من خلل المخاطر الكبيرة التــي يخلّفها التغيير في الديمغرافية العراقية بســبب حملت النزوح والهجرة الداخلية والخارجية بما يفضي إلى انزواء الأقليــات في جيــوب معينة تجعلها منفصلة عن بعضهــا جغرافيّا ومتقوقعة بحدود هوياتهــا الذاتيــة. وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض التفاعل بينها وزيادة التعصب تجاه أقليات أخرى أو الأكثرية على حساب الهوية الوطنية. كما أن زيادة الاهتمام الدولي والمحلي بشأن الأقليات العراقية وضرورة الحفاظ على هوياتها الثقافية والاجتماعية وحرية التعبير عن هواجســها ضمن إطار الهوية الوطنية الجامعة، جعل مستقبل هذه الأقليــات يحظى بأهمية كبرى للحفاظ علــى طبيعة هوية العراق الجامعة لكل هذه الأقليات عبر التاريخ. ج- منهجية البحث اعتمد الباحث المنهجَ الوصفي التحليلي لرصد واقع الأقليات في العراق، ودراســة الظاهــرة كما توجد فــي الواقع ووصفها وصفًا دقيقًا وتوضيح خصائصها. ويشــيع استخدام هذا المنهج في الدراسات التي تصف وتُفسّر الوضع الراهن، أو ما هو كائن في أرض الواقع، وكذلك في الدراسات التي تهتم بتكوين الفرضيات واختبارها. كما يُعَدّ هذا النوع من البحوث ذا أهمية خاصة في مجال الدراســات الإنســانية، لاسيما أنه يُســتخدم للكشــف عن آراء الناس ومعتقداتهم واتجاهاتهــم إزاء موقف معين، والوقــوف علــى قضية محددة تتعلق بجماعة أو فئة معينــة. وبالرغم من أن الهدف الرئيس للمنهج الوصفي هو فهم الحاضر لتوجيه المستقبل، فإنه يشتمل في كثير من

Made with FlippingBook Online newsletter