اســتيقظ محمد أعظم مــن ذكرياته واندفعت دراجته النارية تشــق الطرق الملتوية والنتوءات الجبلية شــرقي كابل. تســرع الدراجة وســط الجموع المشــغولة بتتبع األخبــار التي تتحدث عن عنوان واحد: طالبان على أبواب كابل. تجاوز محمد أعظم منطقة «سوق مركزي» فالحظ كثرة الناس داخل الســوق رغم األسئلة الحيرى على الوجوه. كانت الجماجم مســكونة بأســئلة حارقة: أيُعقل أن يقع هذا بهذه الســرعة؟ أين أكثر من ثالثمائة ألف جندي أفغاني صنعتهم الواليات المتحدة على عينيها عَقدين كاملين؟ أين الرئيس أشرف غني وخطابُه الذي ألقى قبل ساعات متعهدا بدحر طالبان؟ أين نائبه أمر الله صالح المتعهد بحماية البالد من طالبان؟ هل انتقض غزَل الواليات المتحدة عشرين عاما في أسبوعين؟ وصلــت الدراجة الحمراء إلــى المنطقة الخضراء بحي الوزير أكبر خان. تتميز المنطقة بحيطانها الخرســانية الطويلة التي ســهِر األمريكيون على تشييدها وتحصينها طويال. نظر أعظم إلى الحيطان ثم تمتم -والعَبرة َ يُقَاتِلُونَكُم جَمِيعًا إ فِي قُرًى مُّحَصَّنَة أَو تخنقه- تاليا اآلية الكريمة: ﴿ . انتبه وسط كل هذا إلى بعض الناس منشغلين بإغالق ( (( مِن وَرَاء جُدُر ﴾ دكاكينهــم. كانــت أيديهم تُحكِم إغالق األقفال وهــم فاغرون أفواهَهم خوفا؛ فهذه مدينة تحتفظ بذاكرة مرعبة عن أيام استيالء المجاهدين على كابل وتشظيها بين الفصائل المتنازعة. تأمل األوجه المتوجسة بينما كان ، قبل دخول األمريكيين 1997 هو يشعر بأمان لم يجربه منذ والدته عام إلى كابل بأربع ســنوات. لم يشــعر بطمأنينة وحرية كالتي يشعر بها هذا م. رن هاتفه بعدما تجاوز السفارتين 2021 من أغسطس/آب 15 اليوم، .14 سروة الحشر، (((
103
Made with FlippingBook Online newsletter