. ســمع وسوسة مسؤوله من 15 الكندية والفرنســية على الشــارع رقم المِلْقان المندس في أذنه: التعليمات واضحة يا محمد. لقد دخل المجاهدون إلى المدينة رغم أنهم ما كانوا يودون ذلك. دخلوا ألن بعض العصابات بدأت تنهب بعدما علمت بهروب الرئيس وتفكك عصابات الجيش والشرطة. مسؤوليتنا اآلن هي تأمين الناس. هدأ السرعة ليخفف وقع الرياح وليسمع صوت رئيسه واضحا: - أنــت ورفاقك مكلفون بنقل المجاهدين إلى النقاط الحساســة لحراستها. هم ال يعرفون المدينة، كثير منهم لم يدخل كابل قط. -عُلم! تجاوز السفارة األمريكية فاستيقظت صورة ابن خاله في ذاكرته؛ ماذا لو كان معي ليعيش هذه اللحظات؟! سفارة االستكبار العالمي خالية ليس أمامها حارس واحد؛ من كان يســتطيع العبور من هنا؟ تجمدت أفكاره وهو يرى مجموعة من الرجال المســلحين بعمائمهم الطويلة ومالبسهم القروية آتين من نهاية الشارع. لوّح بيده اليسرى وتجاوزهم. عليه الوصول ليجد المجموعة التي ســيوصلها إلى أحد األســواق، ثم 15 إلى الدوار ينتظر أمرا بإيصال مجموعات أخرى إلى عدة نقاط حساسة. أسرع مع الشارع الفوضوي ذي االتجاهين، يرمق المارة المتوجسين الذيــن ال يعرفون بالضبط ما الذي يقــع؟ فكّر في التصريحات األخيرة التي سمعها عبر الراديو من أشرف غني وأمر الله صالح؛ أين كل ذلك؟ فكّر في أن الفرق شاســع بين من يقاتل عن شــرفه ووطنه لتكون كلمة الله هي العليا، وبين من يقاتل ليتسلم راتبا! خطر له أن اإلنسان إذا كان
104
Made with FlippingBook Online newsletter