عشــرين حــوال. فكرت في طبيعة ما ينتظرني. فنحــن ذاهبون للقاء فتاة هزارية كانت تعمل في التلفزيون الرسمي الحكومي ثم مُنعت من العمل بعد مجيء طالبان ألنها امرأة؛ ذاك ما وصلني من معلومات. كنت مشغول الذهن بصحة الخبر الذي عندي. فهل سيعود الطالبانيون م- من 2001 - 1996 للمنهــج ذاته -الذي طبقوه حين حكمــوا ما بين ضيق بالمرأة في المجال العام، واستثقال لآلخر المخالف في التفاصيل؟ ما إن خرجنا من باحة الفندق حتى رأيت الشمس المشرقة تنعكس على وجوه األفغان المرهقين المحتشدين منذ الخامسة فجرا أمام البنك الوطني الواقع قبالة بوابة الفندق. مئات الشــبان والفتيات المتكدســين أمام باب البنك، ومسحلون طالبانيون يذهبون ويأتون لتنظيم الطابور الطويل. التفت إلى ذبيح: - لماذا يحتشدون؟ - ألنه ال يســمح ألحد بســحب أكثر من مائتي دوالر.. والناس يحتاجون ماال للعيش. عادت بي ذاكرتي إلى لحظات سقوط معمر القذافي وزين العابدين ، يوم كنت في ليبيا وتونس، وعايشت نفس الصور. 2011 بن علي عام تجاوزنا الباب واعتدلنا على الطريق الرئيسي. بدأت السيارة تتقدم جهة الجانب الغربي من العاصمة حيث تسكن % من سكان 15 إلى 9 أغلبية من الهزارة الشــيعة البالغة نســبتهم ما بين أفغانســتان. وبعد نصف ســاعة من االتصال مع الفتاة صدّيقة فرامرز كنا في منطقتها دون التمكن من تحديد مكانها. قلت متضايقا لذبيح:
110
Made with FlippingBook Online newsletter