حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

15 «القصة كاآلتي؛ جاءت حركة طالبان وسيطرت على كابل يوم من أغســطس/آب. توجهت في الصباح التالي رفقة ثالث زميالت إلى مقــر عملي في التلفزيون الرســمي. وعندما وصلنا شــعرنا بأن وجودنا غير مرحب به. ألفينا مجموعة من الشــبان المســلحين الملتحين وقوفا عند البوابة؛ سألونا ماذا تردن؟ قلنا لهم إننا صحفيات نعمل هنا. أمرونا باالنتظار حتى يســألوا قادتهم. وبعد جهد جهيد ســمحوا لنا بالدخول. ولجْنا البناية التي تعوّدنا على العمل فيها فوجدناها شبه خالية، وال توجد فيهــا أي امرأة. حاولت دخول غرفة األخبــار والبدء في مزاولة عملي، لكنهم أمروني باالنتظار حتى يأتي المسؤول الجديد. بعد وقت متوتر وصل مســؤولنا الجديد. شــرحنا له أننا موظفات يرغبن في العمل. رد بأن علينا الذهاب للبيت واالنتظار أياما حتى يتصلوا بنــا. عدت للبيت وانتظرت ثالثة أيام ولم يتصل بي أحد فقررت العودة للمكتب. عــدت إلى مقر التلفزيون في اليــوم الثالث. دخلت غرفة األخبار، وأخذت مصورا ونزلت المدينة وأنجزت تقريرا عن سير الحياة في كابل ونبضها بعد وصول طالبان إليها. عدت إلى غرفة األخبار ومَنْتَجْت التقرير وسلمته. وعندما سلمته التفت إلي أحدهم: - لم أتبعت نفسك؟ نحن ال نسمح بصوت المرأة على أثير اإلذاعة فكيف نسمح بصورتها على التلفزيون؟ وصمتــت صديقة قليــ وهي تنظر إلي، فلم أنبس! ســاد صمت مطبق، فال يوجد في الغرفة المعتمة إال نحن الثالثة. بقي الصوت الوحيد الذي نســمعه صوت منبّه سيارة من الشارع أسفل العمارة. لمحت حزنا واضطرابا في عينيها. رأيت أمل الشباب وعاطفته في مآقيها. فتاة بالكاد

115

Made with FlippingBook Online newsletter