حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

- كيف كانت صورتي.. مظلمة؟ -أبدا.. وقفت قائال: - كانــت الصورة ممتــازة. واآلن علينا أن نتحرك إلى مســؤولك الجديد. سنقابل مدير التلفزيون لنُسمعَه قصتَك ونسمع ردوده. نتمنى أن تعودي إلى عملك قريبا. خرجت من البناية إلى الشــارع الصاخب. بدت الشــمس المشرقة وسيارات األجرة واألطفال المنادون على بضائعهم عالما آخر بعيدا عما كنت فيه. فيم يفكر هؤالء؟ هل يفكرون في حرية اإلعالم؟ أم في لقمة العيش؟ هل يؤرقهم الوجه األيديولوجي لطالبان؟ هل هم حزانى لهروب أشرف غني؟ لــم يمض نصف الســاعة حتى كنت جالســا مــع المدير الجديد للتلفزيــون األفغاني العام. لم يكن لدينا موعد مع مدير صديقة الجديد. لكني حرصت على مقابلته بأي صيغة؛ فالمهنية تقتضي أن أسمع طرف القصة اآلخر، ثم إن جانبا إنســانيا آخر ألح علي وال أجد غضاضة في البوح به. كنت أود أن أوصل شكوى الفتاة إليه، وأن يعلم بوصول قصتها للصحافة العالمية كذلك. دخلنا إلى مقر التلفزيون، وجلسنا داخل مكتب المدير. بدا المولوي أحمــد متقــي رجال أربعينيا كث اللحية أبيــض العمامة هادئ النظرات. فهمت من لون عمامته أنه ينبغي أن يكون تلقى دروسا متقدمة في علوم الشريعة اإلسالمية، فسألته عن تخصصه: - أنا متخصص في الحديث!

118

Made with FlippingBook Online newsletter