وخطــر لــي أن طالبان ربما تكــرر تجربة اإليرانييــن حيث تولي المناصب األساســية لرجالها األوفياء، ال للمختصين المنتمين لتوجهات سياســية مختلفة. شرح لي كيف درس في الهند، وتحدث عن اهتماماته العلمية، ثم جبَهْتُه بالسؤال: - لِم لَم تسمحوا للصحفيات بالعمل؟ لم قال أحد العمال إلحدى الزميالت إنكم ال تسمحون لها باإلذاعة فكيف بالتلفزيون؟ ما هذا التمييز؟ ابتسم المولوي بلطف، ثم نادى أحد معاونيه ليأتي بالشاي األخضر والمكسرات، وقال: - نحــن ال نميز ضد المرأة نهائيا. نحن واجهنا مشــاكل أمنية عند دخول المجاهدين إلى كابل. وحرصا منا على سالمة الفتيات واحترامهن طلب بعض المجاهدين من الموظفات البقاء في البيوت مؤقتا حتى تستقر األوضاع أمنيا. فالتلفزيون يقع بمنطقة أمنية حساســة، ودخولها يوميا في هذه الفترة صعب وخطر عليهن. لذلك طلبنا منهن االنتظار حتى نحاول خلق بيئة آمنة لعملهن. وهذه أوامر قادتنا. فالنساء يجب أن يؤدين واجبهن اإلعالمي في بيئة مريحة لهن، ونحن نحترمهن ونؤمن بحقهن في العودة إلى العمل. أنهيت المقابلة وودعــت المدير الجديد للتلفزيون. لكني ما كدت أخرج من المبنى حتى رن هاتفي. كان األســتاذ الجامعي حمزة حكيمي على الهاتف: - أحمد، أنا رفقة محمد أعظم ننتظرك في الفندق. -من؟ - الشاب المقاتل الطالباني الذي طلبت مقابلته.
119
Made with FlippingBook Online newsletter