سر صمود طالبان
«أشد أهل القتال متغضّب من ذِلة، ومحام ىلع ديانة،أو غيور ىلع حرمة». أبو مسلم الخراساني
دخلت بهو فندق «نجمة كابل» وأنا أفكر في شــكل الشــاب الذي ينتظرني. لم يطل بحثي كثيرا؛ فما إن تجاوزت الباب الحديدي الضخم الذي يؤمّن الفندق حتى لمحته جالســا مع حمزة حكيمي على األريكة الخضراء المنصوبة في زاوية البهو عن يمين االستقبال. كان محمــد يلبس قبعــة أفغانية مفتوحة مما يلــي جبهته، وقميصا وسرواال عنابييْن، وصدرية ترابية. تبادلنا التحايا وأنا أفتح المحمول وأقول: - صوتك في الهاتف يعطيك عمرا أكثر مما تبدو عليه! ضحك وهو يحك كفيه كأنه يتجهز ألمر ما: - كل الناس في هذا الزمن يبدون أكبر من أعمارهم! أول مــا لفــت انتباهي في محمد أعظــم طريقته في الحديث؛ فهو يتحدث بثقة وهدوء، وال يحرك يديه أثناء حديثه كثيرا إال إذا انفعل. ال يمكن تمييزه عن أي شاب أفغاني منشغل بدراسته الجامعية. فمع جسمه القوي وذراعيه المكتنزتين؛ فإن مالبســه وهيأته وطريقته في الحديث ال تشي أبدا بالحياة االستثنائية التي عاشها.
121
Made with FlippingBook Online newsletter