حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

منهــا ســيطر عليهــا المجاهدون. فنســقت أمريكا داخل حلــف الناتو ليأتي الفرنسيون». ملت إليه قليال ألســأله، وقبل أن أتفــوه اقترب أحد نادلي الفندق حامال شايا أفغانيا أخضر ووضعه، ثم أخرج صديقي حمزة حكيمي كيسا وفتحه وقال: - كركك» ((( هذا شمّام ال يوجد إال بمنطقة معينة ونسميه «خربوز ومعناها بالفارسية «شمام الذُّئيبْ»! أتمنى أن تتذوقه. شعرت بأن اللحظة غير مواتية لتناول الشمام. هززت رأسي شاكرا حمزة على كرمه، معيدا نظري إلى عيني محمد. وجدته ما زال محتفظا بتلك االبتسامة المتوثبة للحديث، فقلت: - وماذا فعل الفرنسيون مختلفا عن األمريكيين؟ رفع يديه معا وضم رؤوس أصابعه وخفض صوته ورفع رأســه إلى الخلف: «هناك أمر يجب أن تعرفه. منطقة تَغاب منطقة ساحرة يوجد فيها أفضل أنواع الرمان في أفغانستان وربما في العالم كله. وهي مروج خضراء آسرة. وعندما جاء الفرنسيون ورأوها تملّكهم العجب وقالوا لألمريكيين: أنتــم لم تقاتلوا! كيــف تكون المنطقة بهذا االخضرار وكثرة الفواكه وهي أرض حرب؟ كانت طريقة الفرنســيين مختلفة عن طريقة األمريكيين في القتال. يقاتل الفرنســيون مثل طالبان؛ يدخلون الحواري ويَقتلون ويُقتلون لعل هذا «الخربوز» هو البطيخ/الشمام الذي كان أهل الحجاز يسمونه «الخِرْبِزَ». ((( م) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم 855 هـ/ 241 وفي مسند أحمد بن حنبل (ت كان «يجمع بين الرطب والخِرْبِز». ويقول الجاحظ في «البيان والتبيين»إن لفظة «الخِرْبِزَ» فارسية األصل، وإن «أهل المدينة لما نزل فيهم ناس من الفُرس -في قديم الدهر- علِقوا بألفاظ من ألفاظهم؛ ولذلك يسمون البطيخَ: الخِرْبِزَ».

123

Made with FlippingBook Online newsletter