ويســتقرون في األحياء والشوارع والمدينة. بينما يحرص األمريكيون عادة على أال يصاب منهم أحد، وأال يمكثوا طويال بأماكن الخطر». - وكيف قُتل الوالد؟ - كان أبي -رحمه الله- من جيل حر مســكون بحب االستشــهاد والتضحيــة. فقــد ترك الدنيا ألهلها وكان همــه الدفاع عن حياض أمته ودينه ووطنه. كان بمنطقة ألســاي بمديرية تغاب، فهاجم هو ومجموعة .2011 من سبتمبر/أيلول 13 من رفاقه المجاهدين القوات الفرنسية يوم كان صباحا حزينا من صباحات تغاب في شــهر ســبتمبر/أيلول، يومين بعد الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول؛ فاستشهد رحمه الله. كنت أتحدث مع محمد بخليط من اإلنكليزية والفارسية، لكني كنت ألجأ لألســتاذ حمزة حكيمي للترجمة غالبا حرصا على بعض التفاصيل الدقيقة. وهنا ملت جهة حمزة: - اســألْه عن شــعوره يوم مقتل والده، وماذا فعل بعد سماعه خبر مقتله؟ اتســعت عينا محمد، ورفع يســراه وحك بها طرف جبهته، وقطّب جبينه: - كان يومــا فاجعــا في حياتي؛ فقد استشــهد الوالد وترك لي أمًّا وخمــس أخوات وأخا أصغــر مني، وأنا في الرابعة عشــرة من العمر. يمكنــك أن تقــول بأني كبِرت في يوم واحــد! أصبحت رجال في ذلك الصباح! فمسؤولية رعاية أهلي وإطعامهم وقعت على كتفي، ومنذ ذلك اليوم بدأت أزاوج ثالثة أعمال بالتوازي: أجاهد، وأدرس، وأعمل.
124
Made with FlippingBook Online newsletter