حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

- وماذا درست؟ - درســت في تغاب حتى أكملــت الثانوية، ثم رحلت إلى هلمند ودرســت فيها حتى أخذت البكالوريوس في الهندســة المعمارية؛ طبعا درست اإلنكليزية كذلك. كنت أنظر إلى محمد وهو يصف حاله وحال أســرته؛ شــاب في الرابعة عشــرة من العمر يتولى مســؤولية تدريس نفســه ومعيشة أهله، ويدخــل المعمعة السياســية الكونية محاوال طــرد أقوى قوة في العالم. هاجمتني أسئلة كثيرة أثناء حديثه؛ فأنا أب ألطفال يتربون في هذا العالم، أطفال ال يستطيع أحدهم وهو في الرابعة عشرة من العمر أن يشتري علبة ماء من بقالة! افترســتني أسئلة من قبيل: هل يســاهم الوالدان في كسر شخصية أطفالهمــا بالحماية المبالــغ فيها أحيانا؟ هل يُخمــدون قُواهم ويَفُلُّون حدّهــم بمنعهــم من االقتراب من األخطار العاديــة في الحياة؟ هل من األفضــل أن يُرمى الطفل أحيانا في بيئــات صعبة ليواجه مصيره وتتفتق قواه الكامنة؟ هل منهج الحماية الزائدة الذي نضفيه على أطفالنا ســلبي في بعض أوجهه؟ أفقت من خواطر األبوة تلك وإذا محمد ما زال يتحدث: - لــم يعلم أحد من الناس عن الجهــاد الذي انخرطت فيه، فقط أمي والمجاهدون الذين معي. أما زمالء الدراسة وغيرهم فيظنونني شابا ال عالقة له بأي شيء إال هموم الشباب العادية. كنت أعمل أيام العمل، وأدرس أيام الدراسة، وأخرج للجهاد كذلك. لكني -منذ عام أو عامين- بدأت أعمل في الدعم المعنوي في الحركة.

125

Made with FlippingBook Online newsletter