حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

- الجهاد فريضة، وإذا غزا غير المســلمين شــبرا واحدا من أرض إســ مية وجب القتال على كل مسلم في ذلك البلد. ثم إننا رأينا تاريخ األمريكيين مع األمم التي غزوها -أو كانوا وراء غزاتها- من فيتنام إلى فلسطين، رأينا كيف عبثوا فيها وأفسدوا مجتمعاتها ثقافيا ودينيا؛ فأردنا أال تصبح أرضنا مثل فيتنام أو فلســطين. عندما جاء األمريكيون كنت طفال في الرابعة من عمري، وأذكر ما كان الكبار يقولونه عن األمريكيين. كنت علماء الدين) ويبنوا أفغانسان =( أسمع أنهم جاءوا ليقضوا على الماللي بــ ماللي وبال دين وبال ثقافة خاصــة. انخدع بعض الناس وأعطوهم فرصة ثم تبين أنهم فشلة. وهكذا قرر المجاهدون حمل السالح والقتال. والمثل العربي يقول: «من طلب وجد»؛ فألنا أخذنا السالح وطلبنا الحرية وجدنا النصر. وال مقارنة بين ســ حنا وســ حهم، لكن الهمة والقوة النفسية سالحنا. صمــت محمد قليال، والتفتنــا جهة باب الفندق فإذا بمجموعة من الصحفيين األتراك قادمة، كانوا يحملون حقائب ضخمة ومعدات تصوير كثيرة. صمتنا حتى تجاوزونا جهة االستقبال فقلت: - ما تفســيرك لقــدرة طالبان على الصمود عشــرين عاما؟ لم لم تتالشَ؟ مال محمد جهتي وتبسم عن أسنانه المتراصة القوية وجمع رؤوس أصابع يديه: - العلماء، والمدارس، والهوية، وحب اإلسالم. هذه هي العوامل التي أمدت اإلنسان األفغاني بالصبر على مطاولة األمريكيين ومصاولتهم. 1838 وهي المنابع ذاتها التي أمدتنا بالصبر على مقارعة اإلنكليز ما بين ، وها هي اليوم 1989 م، وأيــام الــروس حتى هربوا بداية عــام 1843 و

128

Made with FlippingBook Online newsletter