حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

هــذا كان زادنــا الحقيقي. ومن كان منهــم أبا ما كان أبدا يضن بابنه في وقت االشتباك أو يعامله معاملة خاصة. تأملت عينيه الطافحتين بالمشاعر وقد ظللتهما دموع رقراقة، فأشاح بوجهه جهة االستقبال وقال بلهجة مفتعلة: - لِم لم يأتنا بكؤوس شاي أخرى.. هذا الشاي برد. وساد صمت ثقيل. كان واضحا أن الحديث أخذ محمدا حتى أفاق علــى ذكريــات عميقة في تالفيف ذاكرته. ربما تذكر صديقه وابن خاله، وربما تذكر مقتل والده.. وربما قارن بين لحظات الضعف والتخفي وهذه اللحظات التي يجلس فيها في فندق وســط العاصمة متحدثا عن تاريخ قتاله لألمريكيين. بعد دقائق كنت واقفا أمام الفندق أودّعه هو وحمزة. وقبل خروجهما بقليل قال لي حمزة باسما: - كنت تطيل األسئلة وكان هو يطيل األجوبة.. ونسيتما أنني لست !» 3 جهاز «أم بي واختفيا مع الشارع المزدحم أمام فندق «نجمة كابل». عدت إلى بهو الفندق وأخذت محمولي، وصعدت إلى الغرفة وأنا أتابع على شاشة هاتفي أخبارا عاجلة عن هجوم وشيك على مطار كابل.

130

Made with FlippingBook Online newsletter