حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

تلك الصفعة التي ودّعت بها كابل جيشــا غازيا آخر، جيشا بريطانيا قبل عاما. 180 نحو حين خرج البريطانيون من 1842 يناير/كانون الثاني 11 كان ذلك في ألفا 14 مجند هندي و 4000 مقاتل أوروبي و 700 كابل بجيش مؤلف من من المعاونين والخدم. خرجوا من هذه المدينة قاصدين جالل آباد. خــرج الجيش اإلمبراطوري ســكران بأســلحته ونظامــه وتقدمه التكنولوجي. اندفع مع السهول واألودية المغطاة بالثلوج، لكن المقاتلين البشتون كانوا ينتظرونه بين الشعاب واألودية واألحراش واآلكام واآلجام؛ فهاجموه وأبادوه كلَّه. كان أول وآخر جيش بريطاني يُباد كامال. لم يتركوا إال النساء واألطفال، أما الجيش فلم يتركوا منه إال طبيبا عسكريا واحدا . تركوه ليصل إلى جالل آباد محطما جريحا عطشان ( (( اسمه وليام برايدن جائعا فوق مُهر جريح مرهَق! نجا بجلده ليحكي لشــعبه حكاية األفغان . ( (( مع األجنبي الغازي وصل برايدن إلى جالل آباد في حالة ما زالت تطارد خيال الكتّاب والساســة البريطانيين إلى اليوم، وتحولت صورته -لحظة وصوله- إلى مادة إلبراز مهارات الرسامين والكتّاب في رصد حالة التعاسة التي يمكن أن يكون عليها جندي مهزوم. فقد وصفه أحد الضباط الذين اســتقبلوه (1) Diana Preston, The Dark Defile, (New York: Walker and Company), 2012, 213. (2) William Trousdale , Dr. Brydon’s Report of the Kabul Disaster and the Documentation of History , Military Affairs, Vol. 47, No. 1 (Feb., 1983), pp. 26-30.

134

Made with FlippingBook Online newsletter