حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

لحظــة وصوله بأنه تراءى لهم من بعيد «مُنحنيا -ال جالســا- على مُهر ( (( بائس! أوروبي مغشي عليه من السفر.. أو من الجراح»! عادت لذهني صورة األمريكيين الذين يفترشــون تراب مطار كابل، مستلقين في كل ركن مرهقين تائهين خائفين منحنين. ثم تذكرت صورة الجندي األمريكي الشــاب الذي لمحــت صفحة وجهه أمام البوابة قبل نصف ســاعة من االنفجار؛ ليت شــعري هل قُتل في االنفجار؟ ال شك في ذلك إذا كان بقي بمكانه؛ فمكان وجوده هو مكان االنفجار بالضبط. ذلك الفتى الذي جلبه مسؤووله من أقاصي الدنيا ليُقتل هنا وقت الغروب عند بوابة كابل.. شرقي خراسان! خُيل إلي أن لسان حاله يُنشد قول مالك بن الريب: لعمري لئن غالت خراسان هامتي لقد كنت عن بابَي خراسان نائيا! لقد كان نائيا في كنساس أو تكساس حتى قرر مسؤول ما رميَه هنا في هذه البالد المتبرمة فطرة بالغريب الغازي. وصلــت أصوات صفارات اإلســعاف مســمعي وأنــا جالس أمام المكتب، وبدأت سيارات اإلسعاف تتقاطر على المستشفى القريب حاملة الجرحــى األفغان، ممن كانوا متجمهرين محاولين الهجرة. كما وصلت أخبار إلى هاتفي عن تحذير أمريكي من هجمات أخرى وشيكة.

(1) Diana Preston, The Dark Defile: Britain’s catastrophic invasion of Af- ghanistan , 1838-1842. (New York: Walker and Company) 2012, 21 5

135

Made with FlippingBook Online newsletter