حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

سمعت صوت عبد السالم في المِلْقان المندس في أذني: - نُنهي هذه النافذة إذن ونعود إلى الدوحة! - نعم، علينا النزول عن السطح! نزلنا عن الســطح خوفــا، والرصاص يزداد قربــا. هبطنا واجتمعنا داخل الغرفة األرضية التي نتناول فيها الطعام عادة. غرفة كبيرة مستطيلة مفروشة بالسجاد والمساند الزرقاء. هبط المصور السوداني أشرف عثمان، وبدأ يصرخ محتجا على نزولنا. كان يرفع يديه في الهواء ويقول بلهجته السودانية: - يــا أخي دا ما معقول؟ أنتو خايفين من أيش؟ اعطوني الكاميرا. أنا رايح أصور! إذا هجوم بره الزم نصوره! لكن الرصاص اقترب أكثر. صعد أشــرف مع الســلم مسرعا وأخذ الكاميــرا وانطلق إلى الشــارع، بينما تكوَّمنا هلعيــن. بدأنا نتفقد مواقع التواصــل االجتماعي فوجدنا اإلعــ م األفغاني يتحدث عن إطالق نار كثيف. وبعد لحظات بدأ مدونون أفغان يكتبون أن الرصاص ليس اشتباكا بل احتفاال برحيل األمريكيين! إذنْ؛ لقد أعلن األمريكيون انســحاب آخر جندي من جنودهم وأنا من أغسطس/آب، أي 30 م دقيقة يوم 11:59 على الهواء تمام الســاعة قبــل اليوم الذي عينوه بأربع وعشــرين ســاعة. ترامقنا في ظالم الغرفة المســتطيلة ضاحكين من خوفنا. بدأ أحد المصورين يقلد لحظة نزولي من السطح، ولملمة المذيع ألوراقه وإعالنه العودة إلى الدوحة. ضحك زميلنا، ومسؤول الفريق أمير عباد قائال: - هذه اللحظات المتوترة تذكرني بتغطية الحرب في سوريا.

137

Made with FlippingBook Online newsletter