بــدأت أتحــدث. وعندما أنهيت المقابلة وجدت المصور أشــرف عثمان يضحك: - أضحكتنــي لغتك، قلــت مرتين: «هذه ليلة ليْالءْ»! ما معنى ليلة ليالء؟! ودخل في هســتيريا من الضحك. ضحكــت وأنا أنزع الملقان من أذني، ثم شــرحت له أن ليس في األمر تحذلقا، وإنما هذه هي الصيغة التعبيرية التي طفت على لساني تعبيرا عن الحدث الجلل المتكشف أمام ناظري. فأي شخص يحمل حسا تاريخيا يعلم أن هذ ليلة ليالء. والعرب تصــف الليلة التي يقع فيها حادث خطر بأنها ليلة ليالء، كما تقول نفس الشــيء عن اليوم؛ فتصف اليوم الذي تقع فيه أحداث جســام بأنه «يوم أيْوَم»! وضحك أشرف عاليا، وهو يمسح عينيه: - يوم أيوم؟ ال! خلينا في ليلة ليالء! وغدت عبارة «ليلة ليالء» مجاال للتندر بيننا بعد ذلك. لكن من يشهد ليلة رحيل األمريكيين من كابل يعلم يقينا أنها كانت ليلة ليالء.
140
Made with FlippingBook Online newsletter