حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

األفغان في حرب العشرين عاما. أطول فترة احتالل في تاريخ أفغانستان المعاصر، وأطول حرب أمريكية كذلك. وقفت أتأمل األرضية الواســعة والطائرات العســكرية الرابضــة، والرجال الملتحين المســلحين الذين يقودون عربات عسكرية أمريكية وهم منشغلون بتنظيف المطار وترتيبه. أدرت بصــري في مرابض الطائــرات الرمادية، والعربات األمريكية ، يوم كنت 2001 المعطلة. تذكرت صباحات أكتوبر/تشــرين األول عام في كنســاس أســمع قــرع طبول هذه الحرب. ها أنــا ذا أقف في مطار كابل وأرى مســلحي طالبان. ما الذي جنته واشــنطن من هذه الحرب؟ أدرت بصري في السيارات المحطمة، والطيران الجاثم، وغيوم أغسطس/ آب المتبرجة في األفق. ثم التفت فلمحت مســلحين من حركة طالبان ساجدين قرب طائرة عسكرية تابعة للجيش األفغاني. وضعت حامل الكاميرا عن كاهلي ووقفت هنيهات أتأمل الصورة. لُحى وعمائم طالبانية يتّشــح أصحابها بأســلحة أمريكية خفيفة، وسجود عند رؤوس الطائرات العســكرية التي أعدتها واشــنطن لحماية أدواتها بالمنطقة؛ فهل كنت أتخيل هذا المشهد قبل عشرين عاما؟ مشينا جهة مأوى الطائرات. قبيل المأوى على يساري لمحت أكواما هائلة من البطانيات والوسائد وعلب الماء والكوكاكوال. وقف زياد مادا سبابتَه جهة األكوام: انظر! لقد هربوا قبل أن يرتبوا أي شــيء، وكأن عشــرين عاما لم ، ثم أجلوا 2014 تكفهم ليعدُّوا حقيبة الرحيل! أعلنوا أنهم سيرحلون في ، ثم أجلوه إلى نهاية أغســطس/آب، ولم 2021 الرحيل إلى مايو/أيار يكفهم كل ذلك. كأن خبر الرحيل فاجأهم!

142

Made with FlippingBook Online newsletter