حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

ســرحت طرفــي وراء ســبابة زياد فرأيــت أكواما مــن الخوذات العسكرية، وأقفاص الكالب والقطط، وكتبا وبقايا سجائر، وكؤوسا على أطراف الطاوالت تركتها األيدي قبل أن تلمســها اللمســة األخيرة! كان زياد صامتا، لكن بقايا ابتســامة ساخرة ظلت عالقة على شفتيه الذاويتين المنبئتين عن عمل شاق وإرهاق خالل األيام الماضية. ثم مسح عارضيه الخفيفين، وغطى نصف وجهه بالكوفية التي يلفها على رقبته كأنه يتهيب الظهور كامال أمام الكاميرا، وأشار متقدما جهة مربض الطائرات. دخلنا المربض األول فرأينا مجموعة من الطائرات التابعة للقوات الجوية األفغانية. كانت مهشــمة الزجاج منزوعة األســ ك. أمسك زياد باب الطائرة: انظر! لقد خربوا كل شــيء! هذه طائرات أفغانية فلماذا يخربونها؟ هل هذه هي الحرية التي جاؤوا من أجلها؟ هل القيام بتدمير أموال شعب فقير حرية وتقدم؟ حاولــت إيجاد طائرة واحدة ســالمة من التخريب فلم أجدها، كل طائرة رأيتها في ذلك المساء كانت مخربة تخريبا فنيا متعمدا. ألح علي ســؤال واحد عن الربح والخســارة بعد حرب العقدين هذه. لقد قامت ألف جندي أفغاني، وأنفقت ما قالت 350 الواليــات المتحدة بتدريــب 4000 ، منهم نحو 6300 إنها ثالثة تريليونات دوالر، وقُتل من محاربيها مقاتل متعاقد (معروفين في أدبيات الحروب بالمرتزقة ويسميهم اإلعالم جنديا من دول حلف الناتو. هذا 1144 األمريكــي متعاقدين)، كما قُتل ألف مقاتل 52 ألــف مدني، و 48 ألف جندي أفغاني، و 66 مــع مقتــل

143

Made with FlippingBook Online newsletter