؛ فهــل هذا هو كل ما جنته هــذه القوة العظمى خالل إقامتها ( (( طالبانــي على هذه األرض؟ خرجنــا مــن مأوى الطائــرات إلــى المهابط فبدت الشــمس في األفــق جانحة للغروب تكاد تختفي خلف الجبال. انعكســت أشــعتها علــى األعمدة الطويلة العارية. أعمدة كانــت األعالم األمريكية ترفرف عليها قبل ســاعات. جنح بصري متأمــ الصورة الدالة لحظة الغروب. أعمدة عارية، وأكوام أوســاخ، وطائرات عســكرية مُخربة، ومســلحون من طالبان. اقتربت من زياد بعد أن أحسست أن لديه ما يود قوله: انظر هناك.. حتى أقفاص القطط خربوها.. هل كانت القطط األفغانية تحاربهم في الجبال؟ ثم ضحك مشــيحا بوجهه جهة الشــمس الغاربة. مشينا على مهبط الطائــرات بينمــا داعبتنا أنســام اللحظات األخيرة من أغســطس/آب. وقطــع الصمت صوت أحد الرجال المســلحين يــؤذّن لصالة المغرب أمام إحدى حظائر الطائرات. زحف ليل جديد على كابل، ومشــينا جهة الرجــال المصليــن. أحرموا للصالة بينما انعكســت ظالل لحاهم على الجــدران. كانت صورة صارخة بــأن منعرجا جديدا قد أخذه هذا البلد الــذي ال يمل من تشــييع اإلمبراطوريات، وال تمــل هي من مقامرات العودة إليه! (1) https://apnews.com/article/middle-east-business-4256794dcd38fe80f7c 973fbb80daf13
144
Made with FlippingBook Online newsletter