حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

كانت الحركة حريصة على أن يخافها الناس يوم دخولها األول، وحريصة على أن يثق الناس فيها يوم دخولها الثاني. فقد أعلنت مرارا عند دخولها األخير عفوها عن كل من حمل الســ ح ضدها، وعفوها الشــامل عن الرجال المخبرين المتورطين في تعذيب أفرادها، وعن الجنود والشرطة والضباط الذين حاربوها عشــرين حوال. بل ســمحت الحركة لشخصية مثل الرئيس الســابق حامد كرزاي بأن يكون ذا دور سياسي، وهو الذي أتــى على ظهر دبابة أمريكيــة لإلطاحة بها. فالتقاه زعماؤها واعترفوا به رئيســا للجنة المصالحة رفقة القيادي الطاجيكي عبد الله عبد الله، ذي التاريخ الطويل في معارضتها كذلك. وخالل تجوالي في األيام التالية لدخول طالبان إلى كابل، واحتكاكي بمسلحيها؛ الحظت حرصهم على تقديم صورة مغايرة لتلك القابعة في ، وتثبيت نسخة محدثة 1996 األذهان عنهم. كانوا يحاولون محو صورة ». لكن اإلشــكال الذي لمســته -من خالل 2021 بديلــة هــي «طالبان أحادثيــي مع الناس هو عدم اســتعداد كثير مــن األفغان لتصديق أصالة الصورة الجديدة. سمعت عبارة على ألسنة عشرات الشبان: «هذه صورة كاذبة ستثبت األيام زيفَها»! من الواضح أن الرئيس أشرف غني تشبث بالصورة القديمة واستعاد لحظة إعدام نجيب الله، ولم يصدق وعود طالبان وال صورتها الجديدة، وهرب قبيل ســاعات من دخولهم إلى كابل. أقلع غني بصناديق مألى

149

Made with FlippingBook Online newsletter