شــكرت الرجل على كرمه وأنا أفكر في قدرة األفغاني على تذكر الضيافــة تحت كل ظــرف. رويت له قصة دخولي للمطار قبل أيام أثناء الوجود األمريكي والجو األمني المتوتر. كان الجو اســتثنائيا، ومطلوب مني أن أظهر على الشاشــة في تلك اللحظات؛ فأنظار العالم كله تبحث عــن أي لقطــة من داخل مطار كابل قبل أيام من رحيل األمريكيين أثناء اإلجالء الفوضوي. ومع ذلك فقد أصر أحد مسلحي حركة طالبان -عند دخولنا المطار- على أن نجلس حتى نشرب شايا ونأكل شيئا، بحجة أننا ما دمنا قد دخلنا تلك المنطقة فقد أصبحنا ضيوفه. ابتسم حمزة وبرقت عيناه العميقتان السوداوان: - هذه عاداتنا! ثم رفع سبابته مرة أخرى: - %75 عودة إلى ســؤالكم عــن تغير طالبان؛ ال ننــس أيضا أن ســنة. وهذا جيل عاش على 25 مــن األفغــان اليوم تقل أعمارهم عن اإلنترنت والفيسبوك ومواقع وتطبيقات التواصل، ويسمع اآلراء المختلفة وليس فيهم أحد ممن جرب الحقبة الطالبانية القديمة. وقد كانت طالبان حركة مؤلفة في غالبية أعضائها من طالب 1996 التــي جــاءت هنا عام لــم يعرفــوا إال مخيمات اللجوء في باكســتان، أو القرى المعزولة التي ينحدرون منها وســط وجنوبي وشــرقي أفغانســتان. فلم يعايشوا أقواما مختلفيــن وال احتكــوا بأي بيئة مغايرة. وحتى سياســيوهم لم يكن لهم أي تواصل مع الخارج وال مع الحكومات باستثناء عالقات مع باكستان والسعودية واإلمارات، وبدرجة أقل الواليات المتحدة.
151
Made with FlippingBook Online newsletter