بدأت الســيارة تصعد ت مرتفعا، وظهرت بنايات أنيقة قصيرة على اليسار متدثرة باألشجار الخضراء. التفت إلي حمزة: - هذه منطقة «باغ باال»! - إنها كذلك. أال تعني الجملة بالفارسية «الحديقة المرتفعة»؟ -نعم! أنزل نافذة السيارة ومد يده: - هذا مطعم قصر سليمان، أتمنى أن يعجبك. أوقفنا الســيارة في المواقف وترجلنا داخلين. بدا لي مطعما فخما يشــبه قصور األمراء في خراســان الغابرة. بدا المطعــم مزينا باألقواس والنقــوش اإلســ مية والكتابات الفنية الفاتنة. عبرنا من الباب الواســع وصعدنا إلى الطابق العلوي. اعتدل حمزة وقال: - قبــل أن أكمــل فكرة تغير طالبان ال بد من أن تعرف لِم اخترت هذا المكان؟ هذا المطعم مشــهور بأكلة هروية يســتحيل أن تخرج من كابل قبل تذوقها. سمعنا قرع أقدام النادل آتيا، ثم اقترب وقال بفارسية أنيقة: - سالم عليكم.. كيف يمكنني ضيافتكم؟ مال حمزة جهته، وطلب الوجبة الهروية، ثم مال على الطاولة: - دعنا نعد إلى موضوعنا. أخرجت دفتر مالحظات أســود وأمسكت القلم، فقال حمزة مغيّرا نبرته ومركّزا صوته:
152
Made with FlippingBook Online newsletter