حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

- لقــد فوجئ األفغان كلهم بدرجة تغيّر طالبان! دعني أعطك هذا المثال الذي عايشــتُه؛ توجد منطقة تسمى ورْدك كانت بها نقطة للجيش األفغانــي علــى منطقة مرتفعة وبالذات في قريــة تدعى تنغي. وكان في هذه الثكنة جنديان معروفان بقنصهما للناس وقتلهما لطالبان وألبرياء من المنطقة. فلما اقتربت طالبان من المنطقة استسلم هؤالء الجنود. أعلنت الحركة العفو عن الجميع كعادتها، لكن طالبان عندما وصلت إلى المنطقة تجمــع األهالي طالبين معاقبة الجندييــن القناصين المعروفين. فرفضت طالبــان ذلــك قائلة إنها عفت عنهم وأن العفــو ال يُرجَع فيه، ورفضت تسليم الجنديين بل أرسلت معهما مرافقين إلى كابل لحمايتهما حتى ال يتعرضا العتداء في الطريق. اتســعت عينا حمزة وهو يتحدث عن هذه الواقعة؛ كان واضحا أن درجة العفو التي لمسها في القصة معبرة جدا عن مرحلة جديدة في عمر الحركة مقارنة مع ما عرفه عنها من قبل. انتهزت اللحظة وقلت: - هــذا واضح جدا. لكن، ماذا عن تغيرها في الجانب السياســي واإلداري؟ هل ترى أنها ستكون قادرة على إدارة كفة الدلة؟ في هذه اللحظة وصلت إلى منخري رائحة شاي فاخر! فملت على الطاولة هامسا: - هل يمكن أن نبدأ بالشاي قبل الوجبة الهروية؟ أشار حمزة إلى النادل طالبا كأسي شاي وقال: - انظــر! وقــع تغير هائل في كافة المجــاالت؛ فالقيادات الحالية أكثر فهما للواقع وللعالم من قيادات التســعينيات. ففي التسعينيات مثال قال أحد الصحفيين لرئيس وزراء حركة طالبان حينها المال محمد رباني م): «إن األمــم المتحدة ال تعترف بكم»! فرد رباني: «ونحن 2001 (ت

153

Made with FlippingBook Online newsletter